مَولانَا ولا مَولَى لَكُم" (?).

وقال أنس: لما كان يوم أحد حاصَ أهل المدينة حَيصَة، وقالوا: قتل محمد. وكثرت الصوارخُ في نواحي المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار، فمرت على ابنها وأخيها وزوجها، فلم تلتفت إليهم حتى جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذت بناحية ثوبه وجعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي بمن عَطِبَ إذا سَلِمْتَ، كلُّ مصيبةٍ بعدك جَلَل (?).

وكان عامة الناس قد حملوا موتاهم إلى المدينة، فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُدُّوا قتلاكم إلى مضاجعهم" (?). فأدرك مناديه رجلًا واحدًا لم يدفن وهو: شمّاس بن عثمان المخزومي، فرده إلى مضجعه (?).

ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم وهو يوم السبت، فصلى بالناس المغرب. واستقبلته حَمْنةُ بنت جحش، فنعى إليها أخاها عبد الله بن جحش، فاستغفرت له، ثم نعى إليها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى إليها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَزوجُ المرأة منها بمكان" (?).

وشَمِتَ المنافقون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعبدُ الله بن أبي (?).

ولما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيته، ناول فاطمةَ - رضي الله عنها - سيفه وقال: "اغسلي عنه الدم يا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015