وحكى هشام بن محمد، عن أبيه قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أُسري به، فلما كان بذي طُوى، قال: يا جبريل، إن قومي لا يصدقوني. قال: يصدقك أبو بكر، وهو الصديق - رضي الله عنه - (?).

فصول تتعلق بالمعراج

منها: أن مذهب عامة الصحابة، والتابعين، والخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين: أن الله عزَّ وجلَّ عرج بنبيه - صلى الله عليه وسلم - جَسدِه وروحِه. وحكي عن معاوية بن أبي سفيان: أنه إنما عرج بروحِه دون جسده (?). وقال الواقدي: كان الإسراء بجسده إلى بيت المقدس، وإلى السماء بروحه.

وذكر السهيلي (?) في "شرح السيرة": واحتج ابن إسحاق لمعاوية بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَينَاكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]، وفي حديث أنس (?) وأم هانئ: "فاستيقظتُ وأنا في المسجد الحرام" (?).

وقالت عائشة - رضي الله عنهما -: أسري بروح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم على فراشه، وما فقدت جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).

وجه ما روي أنه عرج بروحه إلى البيت المقدس، وروحه إلى السماء قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] جعلَ الإسراء إلى القدسِ غايةً لمعراجه ومن هناك عرج بروحه.

ووجه قول الأولين قولُه تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا} الآية، ذكر الجُملةَ، ولو كان منامًا لقال بروحه، لأنه لو كان منامًا لم تكن معجزة، ولا أنكرته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015