هامتها العظمى، قال: أفيكم عوف الذي يقال له: عليك بوادي عوف؟ قالوا: لا. قال: أفيكم بسطامُ بنُ قيس مُنْتَهى الأَحياء، ومعدن السخاء؟ قالوا: لا. قال: أفيكُم جَسَّاس بن مرة حامي الذِّمار، ومانع الجار؟ قالوا: لا (?). قال: أفيكم أخوال الملوك من كِندة؟ قالوا: لا. قال: فأصهار الملوك من لَخْم؟ قالوا: لا. قال: فلستم من ذُهْلٍ الأكبر، أنتم من ذُهْلٍ الأصغر. قال: فقام إليه غلام من بني شيبان، يقال له: ذُهَلٍ.

ودَغْفَل بن حنظلة بن زيد من بني بكر بن وائل شيباني، اختلفوا في صحبته، وروى عنه الحسن البصري، ومحمد بن سيرين. واستقدمه معاويةُ فأمره أن يعلِّم ابنه يزيد. قال الحسن البصري: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين سنة، ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، وقد أدركه. قال الأصمعي: دخل دَغْفَل على معاوية فقال له: أيُّ بيت قالت العرب أفخر؟ قال: قول الشاعر (?): [من الطويل]

لَهم هِمَمٌ لا مُنْتَهى لِكِبارِهَا ... وهمَّتُه الصُّغْرَى أَجلُّ من الدَّهرِ

له راحةٌ لو أنَّ مِعْشَار جُودِها ... على البَرِّ كان البَرُّ أَنْدَى مَن البَحرِ

فقال له: أحسنت. وعاش دغفل حتى قتل يوم دولاب من فارس في قتال الخوارج.

فقال دغفل: [من الرجز]

نأتي على سائلنا فنسأَلُه

والعبءُ لا نعرفه أو نحمِلُه

يا هذا، إنك قد سألتنا فأخبرناك، ونحن نسائلك فأخبرنا: ممن أنت؟ فقال أبو بكر: من قريش. قال: بَخٍ بَخٍ، أهل الشرف والرياسة. فمن أي قريش؟ قال: من ولد تيم بن مرة. فقال الفتى: أمكنت الرامي من الهدف، أمنكم قصي الذي جمع الله به القبائل من فهر؟ قال: لا. قال: أمنكم عمرو العلى الذي هشم الثريد لقومه؟ قال: لا. قال: أمنكم شيبةُ الحمْد الذي أسقى الله به البلاد، وأحيا به العباد؟ قال: لا. قال: فمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015