السنة الحادية عشرة من النبوة

قال علماء السِّيَر: لما توفي أبو طالب وخديجة - رضي الله عنهما-، اجتمع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصيبتان، فلزم بيته وقَلَّلَ الخُروج، وطمعت قريش فيه ونالت منه، فرقَّ عليه أبو لهب فجاءه فقال: يا ابن أخي، لا بأس عليك، امض لما أُمِرت به، واصنع ما كنت تصنعُ وأبو طالبٍ حيٌّ، فواللّات والعُزَّى لن يوصل إليك وأنا في الحياة. ثم إن ابن الغَيْطَلةِ سبَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنال منه أبو لهب، فصاح: يا معاشر قريش، قد صبأ أبو لهب. فقال: ما صبأتُ، ولكن أمنَعُ ابن أخي من أن يُضامَ. وأقام على ذلك مدة، فجاءه عقبة وأبو جهل (?) وجماعة من أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: سَلِ ابن أخيك أين مستقر أبيك، فسأله؟ فقال: مع قومه. فقالوا: إنه يقول: في النار. فشق ذلك على أبي لهب، ورجع إلى عداوته (?).

وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القبائل يدعوهم إلى الله تعالى ومعه أبو بكر، وعلي - رضي الله عنهما -.

قال ابن إسحاق: أتى بني حنيفة في منازلهم، فعرض عليهم نفسه، ودعاهم إلى الله تعالى، فلم يرد عليه أحد من العرب أقبح من ردهم، وقال له رجل منهم: ما يؤوب بك قوم إلى دارهم إلا آبو بشرِّ مآبٍ. وقال له رجل من كَلْب: ما أحسن ما تدعو إليه إلا أنَّ قومك باعدوك، فلو صالحت قومك لاتبعتك العرب.

قصة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - مع الغلام الشيباني:

قال علي - عليه السلام -: لما أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرضَ نفسَه على القبائل، خرجتُ أنا وأبو بكر معه، فَدُفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر وكان مقدَّمًا في كل خير، فسلَّم عليهم، وكان رجلًا نسَّابةً فقال: من القوم؟ قالوا: من ربيعة. قال: وأي ربيعة؟ قالوا: من ذُهل الأكبر. قال أبو بكر: من هامتها أو من لهازِمها؟ قالوا: من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015