وقال ابن عباس: عارض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازَة أبي طالب، فلما مرت به، بكى وقال: "وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يا عمِّ، وجَزَاك اللهُ خيرًا" (?).
وقال ابن إسحاق: رثاه علي - عليه السلام - بأبيات منها (?): [من الطويل]
أَرِقْتُ لطيرٍ آخِرَ الليلِ غرَّدا ... يذكِّرني شَجْوًا عظيمًا مجدَّدا
أبا طالبٍ مَأوى الصَّعاليك ذا النَّدى ... جوادٌ إذا ما أَصدر الناسُ أَوردا
فأمسَتْ قُريش يفرحون بموته ... ولستُ أَرى حَيًّا يكون مُخَلَّدا
أرادوا أمورًا زيَّنتها حُلومُهم ... ستُورِدُهم يومًا من الغَيّ مَورِدا
يُرَجُّون تكذيبَ النبي وقتلَه ... وأَن نفتَري قِدمًا عليه ونَجْحدا
كَذَبتُم وبيتِ الله حتى نُذِيقَكم ... صدورَ العَوالي والحسامَ المهنَّدا
فإمَّا تُبيدونا وإما نُبيدُكم ... وإمَّا تَروْا سِلْمَ العشيرةِ أرشدا
وإلَّا فإن الحيَّ دون محمدٍ ... وأسرتِه خيرِ البريّةِ مَحْتِدا
قال الواقدي: أقام أبو طالب من سنة ثمان من مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السنة العاشرة من النبوة، ثلاثًا وأربعين سنة يحوطه، ويقوم بأمره، ويذبُّ عنه، ويلطف به، ويمنعه من الكفار (?).
وقال عروة: ما زالوا كافِّين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مات أبو طالب -يعني قريشًا- (?).
وقال الواقدي: أصاب أبا طالب يوم الفِجار سهم في قدمه، فكان يَخْمَعُ منه.
المشهور أنه كان له أربعة ذكور وأُنْثَيان.
فالذكور: طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي - رضي الله عنه -، وبين كل واحد وواحد عشر