سنين، فطالب أسَنُّهم، ثم عقيل، ثم جعفر - رضي الله عنه -، ثم علي - عليه السلام - وهو أصغرهم.
فأما طالب: فكنيته أبو زيد، وكان أبو طالب يُكْنى به، وكان عالمًا بالأنساب (?) من قريش والعرب، عارفًا بأيام الجاهلية، أخرجه المشركون يوم بدر لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكرهًا، فقال: [من الرجز]
لا هم إمّا يَغْزُوَنَّ طالِبْ ... في مِقْنَب من هذه المَقَانِبْ
فليكن المغلوبَ غيرَ الغَالِب ... ولْيَكن المَسْلُوبَ غيرَ السَّالِبْ
فلما انهزم الكفار يوم بدر، طُلب طالبٌ فلم يوجد في القتلى، ولا في الأسرى، ولا رجع إلى مكة، ولا يُدرى ما أصابه، وليس له عقب (?).
وأما عقيل فأخرج أيضًا يوم بدر وأُسر، ولم يكن له مال، ففداه العباس، ثم رجع إلى مكة، فأقام بها إلى سنة ثمانٍ من الهجرة، ثم هاجر إلى المدينة، فشهد غزاةَ مؤتةَ مع أخيه جعفر - رضي الله عنه -، وأصاب في ذلك الوجه خاتمًا من ذهب عليه تماثيل، فنفَّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه (?). وهو الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل تَرَكَ لنا عَقيل مِن مَنزِلٍ" (?).
وكان طالب وعقيل قد ورثا أبا طالب، ولم يرثْه جعفر وعلي - رضي الله عنهما - (?).
وتوفي عقيل سنة خمسين من الهجرة، وسنذكره.
وأما جعفر وعلي - رضي الله عنهما - فسنذكرهما فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وأما البنات: فالمشهور ابنتان: أم هانئ وجُمانَة، واسم أم هانئ: هند، وقيل: ريطة. وفاختة، وقيل: جَعْدة، وهرب زوجها هُبيرة بن أبي وهب المخزومي يوم الفتح إلى نَجران، وكانت قد أجارته، وأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.