وقال ابن إسحاق: إنما سماه حلف الفضول الأحلاف والأحابيش (?)، لأنهم ما سرهم وقوعه، وقالوا: هذا فضول ما نوافق عليه.
وقال الواقدي: كانت قريش تتظالم في الحرم، فقام عبد الله بن جُدعان والزبير بن عبد المطلب، فدعا كل واحد إلى التناصر والتعاون، والأخذ من الظالم للمظلوم، فأجابوهما إلى ذلك، فتحالفوا وتعاقدوا، والذي جمعهم الزبير بن عبد المطلب، ثم أكدوه في دار عبد الله بن جُدعان.
وفي ذلك يقول الزبير بن عبد المطلب (?):
حَلَفْتُ لنَعْقِدَنْ حِلْفًا عليهم ... وإنْ كنَّا جميعًا أهل دارِ
وَيَعلمُ مَنْ حَوالي البَيت أنَّا ... أُباةُ الضَّيم نَهْجُر كلَّ عارِ
وقال وهب: باع قيس السُّلَمي متاعًا من عمرو بن أمية بن عبد شمس بمكة فمطله، فصعد على أبي قُبيس ونادى:
يال قُصيٍّ كيفَ في هذا الحَرَمْ
وحُرْمةِ البَيتِ وأَحْلافِ الكَرَمْ
أُظلمُ لا يُمنَعُ منِّي مَن ظَلَمْ
فقام العباس وأبو سفيان بن حرب فردوا عليه ماله، وتحالفا على رد المظالم (?).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَقَد شَهِدتُ حِلْفًا في دارِ ابن جُدْعانَ، ما أُحِبُّ أَنَّ لي به حُمْر النَّعَم، ولو دُعِيتُ إلى مِثلِه لأجبتُ" (?).
ولم يتجدد من الحوادث في السنة الحادية والعشرين من مولده - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر سنة أربع وعشرين ما يذكر.