السنة الخامسة والعشرون مولده - صلى الله عليه وسلم - (?)

قالت نَفيسةُ بنت مُنْية أخت يعلى بن مُنْية: لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسًا وعشرين سنة، قال له أبو طالب: يا ابن أخي، أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد علينا الزمان، وهذه عِيْر قومك قد حضر خروجُها، وهذه خديجة بنت خُويلد تبعث رجالًا من قومك، فلو أتيتها فتعرضت لها، لأسرعت إليك.

وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه إياه، فبعثت إليه وقالت: أنا أعطيك ضِعْفَيْ ما أعطي رجلًا من قومك، فقال له أبو طالب: هذا رزق ساقه الله إليك.

فخرج مع مَيسرةَ غلامِ خديجة - رضي الله عنها - فقدما بُصرى من الشام، فنزلا في ظل شجرة هناك، فرآه نَسْطُور الراهب، فدعا مَيسرَة فقال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبيٌّ، ثم قال لمَيسرة: أفي عيني صاحبك حُمْرة؟ قال: نعم. فقال: لا تفارقه، فهو نبيٌّ، وهو آخر الأنبياء (?). ثم إنَّه باع ما كان معه من المتاع، فوقع بينه وبين رجل تلاحٍ في سلعة، فقال له الرجل: احْلِف باللَّات والعزى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله ما حلفتُ بهما قط، وإنِّي لأَمرُّ بِهما، فأعرض عنهما. فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا والله نبيٌّ نجده في كتبنا منعوتًا. وكان ميسرة إذا اشتد الحرُّ رأى مَلكين يُظلَّان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشمس، فصار كأنه عبد له، وألقى الله عليه حبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنهم باعوا وربحوا ضِعفَيْ ما كانوا يربحونه، وعادوا إلى مكة، واتفق دخولهم إليها في وقت الهاجرة، وخديجة - رضي الله عنها - في عِلِّيةٍ لها، فرأت مَلَكَين يظلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بعيره، فأرته نساءها فعجبن، ودخل عليها مَيسرَة فأخبرها بما ربحوا، وحدثها بما رأى وبما قال نَسْطُور الراهب، فسرت بذلك، وأضعفت له ما كانت سَمَّته له (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015