الفرات، وشنَّا الغارات على السواد، وأرسل ملك الترك يقول لهرمز: أصلِح لي القناطر والجسور لا أُغير عليك. فعزَّ على هُرْمُز ذلك، وبعث إليه بَهْرام جوبين مرزبان الري سَرِيَّةً في اثني عشر الفًا، وأقام هُرْمُز بالمدائن في سبعين ألفًا على عزم المسير لقتال [ملك] التُّرك وبنيه بأرض هراة، والتقى القوم، فرماه بَهْرام بسهم فذبحه، وانهزمت الترك، وغنم بَهْرام أموال ملك الترك وخزائنه، وأخذ ابنه أسيرًا، فبعث به إلى هُرْمُز، وبعث معه بالجواهر والأموال بحيث إنها كانت على ألف بعير، ثم وقع بين هُرْمُز وبَهْرام بسبب هذه الأموال (?).
* * *
عاد أَبْرُويز إلى المدائن من عند قيصر، وكان قد خرج مستصرخًا به على بَهْرام فأنجده، فهرب بَهْرام من المدائن إلى الترك فقتل هناك.
* * *
هلك هُرْمُز بن أَنُوشروان بعد خَلْعِه وسَمْلِه، وولي ابنه أَبْرُويز مكانه. ومعنى أَبْرُويز: المُظَفَّر (?).
* * *
وفيها كان حلف الفُضُول، وحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الزبير بن بكار: كان مبدأ الحِلْف في جُرْهم، نزل منهم ثلاثة رجال: فضل، وفضالة، ومفضل، فلذلك سمي حلفَ الفُضول، ثم جَدَّدَتْه قريش.