ولما كَبُرَ ورقَّ عظْمُه، أعطى ولدَه عبدَ الدار الحجابةَ، والسِّقايةَ والرِّفادةَ، واللِّواءَ ودارَ النَّدوة.
وكان عبد الدار بِكْرَ قُصيٍّ وكان ضعيفًا، وكان إخوته قد شَرُفوا عليه؛ فقال قصي: والله لأُلحِقَنَّك بهم، وإن كانوا قد شرُفوا عليك، فلا يدخل أحدهم الكعبةَ حتى تكون أنت الذي تفتَحُها له، ولا يُعْقد لقريش لواءُ الحرب إلا وأنت الذي تعقِدُه بيدك، ولا يشرب رجل ماءً بمكة إلا من سِقايتك، ولا يأكل أحد بمكة طعامًا إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمرًا إلا في دارك (?).
ذكر وفاته:
وتُوفي قصي بمكة وهو ابن عشرينَ ومئةِ سنةٍ، وقيل: لم يبلغ المئةَ، ولما احتُضِر أوصى بَنيهِ، فقال: اجتنبوا الخمرةَ، فإنها تُصلحُ الأبدانَ، وتُفسِدُ الأذهانَ.
وأمُّه هند بنت سُرَير بن ثعلبةَ بن الحارث بن فِهْر بن مالك، وقيل: نُعيم بنت سُرَير (?).
ومن ولد كلاب بن مرة: زُهْرة بنت كلاب، وهي امرأةٌ (?) نُسِبَ ولَدُها إليها دون الأب، منهم أخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان لكلاب أخوان من أبيه، وهما: تَيْمٌ ويَقَظة، وأمهما هند بنت حارثةَ البارِقِيَّة، وقيل: أسماءُ بنت عَدِيّ بن حارثة.
وأُمُّه وَحْشِيَّة بنت شيبان، من وَلَد النَّضْر بن كِنانة، وأخواه عَدِيٌّ وهُصَيْص.