أحْذَرُ من ذِئب، لأنَّه ينام وإحدى عينيه مفتوحة، خوفاً من مُغْتال، قال حُمَيد بن ثَور: [من الطَّويل]
ينامُ بإحدى مُقْلَتَيْه ويَتَّقي ... بأُخرى المَنايا فهو يَقْظانُ نائِمُ (?)
وذكروا في الخواصّ أن العين التي ينام الذئبُ وهي مفتوحة، إذا علقت على شخص لا ينام حتَّى تُزَالَ عنه، والعين التي تنام وهي مضمومة إذا عَلَّقها عليه لا يزال نائماً حتَّى تزال عنه (?).
أَحْيَرُ من ضبٍّ، لأنَّه إذا فارق جُحْرَه لا يَهتدي إلى الرجوع إليه (?).
وفي المثل: أَعَقُّ من ضَبّ، لأنه ربّما أكل حُسولَه (?).
ومن كلامهم: لا أَفعل حتَّى يَرِدَ الضَّبُّ؛ لأنَّه لا يَرِدُ الماء ولا يَشربُه (?).
أَخْطَبُ من سَحْبان وائل (?)، كان لَسِناً يُضْرَب به المَثَل في البيان، خَطيبٌ مِصْقَعٌ شاعر، وهو القائل: [من الطَّويل]
لقد عَلم الحَيُّ اليَمانون أنّني ... إذا قلتُ أمّا بعدُ أنِّي خطيبُها
دخل على معاوية فقال له: قُمْ فاخطُب، فقال: عليَّ بعصا، فقيل له: ما تَصنَعُ بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين؟ فقال: كما صنع موسى عليه السَّلام بعصاه وهو يخاطب ربَّه، فجيء بها، فقام فتوكّأ عليها، وخطب من الظُّهر إلى العصر، فما تَنَحْنَح، ولا سَعَل، ولا أعاد كلمة، ولا شرع في معنى فخرج عنه وقد بَقيتْ منه بَقيَّة، ولما جاءت صلاةُ العصر، قال معاوية: الصلاةَ الصلاةَ، فقال: الصلاةُ أمامَك، أَلَسْنا في تَحميدٍ