وأبحني ساعةً من عُمُري ... أملأ الدَّار شكاةً وغراما

أصف الأشواق في (?) تلك الرُّبا ... وأعاطي التُّرْب رَشْفًا والتثاما

يا ولاة الغَدْر ما دينُكُمُ ... أحرامٌ فيه أنْ تقضوا الذِّماما

أنا مِنْ أَسْرِ الهوى في رِبْقةٍ ... حكمتْ للحرِّ فيها أن يُساما

وطني حيثُ أناخَتْ عِيسُكُمْ ... ومقامي حيثما اخترتم مقاما

ثمَّ قال لي: وازنها، فقلت: [من الرمل]

خَطَرَتْ تحملُ من سَلْمى سلاما ... فانثنى يشكُرُ إنعام النُّعامى

مُغْرمٌ هاجت جواه نَسْمَةٌ ... يا لها من نسمةٍ هاجتْ غراما

نفحةٌ أذكت بقلبي لفحةً ... كلَّما هَبَّت له زادت ضِراما

يا لأوطاري فقد أَنْشرها ... نشرها من بعد ما كانت رِماما

ذكَّرت ريحُ الصَّبا روحي الصِّبا ... وزمانًا كنتُ بل كان غلاما

ونديمًا ليَ لم أندمْ به ... يا رعاه الله من بين النَّدامى

قال ما أطيبَ أيام الصِّبا ... قلتُ ما أطيَبَه لو كان داما

أنْجِداني فبنجْدٍ أَرَبي ... حينَ غيري شامَ بالغَوْرِ الشآما

وانشُرا عنديَ أخبار الحِمى ... فبأخبار الحِمَى قلبيَ هاما

ناظري من دمعتي في شُغُلٍ ... فانظُرا عنيَ هاتِيكَ الخِياما

عَلِّلاني بأحاديثهم ... فأحاديثُهمُ تَشْفي الأُواما

هذه أطلالهم تشكو الظَّما ... فدعا الأَدْمُعَ تنهلُّ انسجاما

وقفا نَسْتَسْقِ جَدْوى ظَفَرٍ ... فهو من بخَّلَ بالجود الغَماما

من أبيات.

وقد وازنها جماعةٌ، ولم يبلغ أحدٌ شأو مهيار في قوله: [من الرمل]

حَمِّلوا ريح الصَّبا نَشْرَكُمُ ... قبل أن تحمل شيحًا وثماما

وابعثوا أشباحكم لي في الكرى ... [إن أذنتم لجفوني أن تناما] (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015