القتال، تخاذلوا وفروا إلى جهات مختلفة ورجعت إلى المنعة. أما الفرنسيون فواصلوا سيرهم لينقضوا على التوابة وبني سليمان (?) ثم توقفوا في المكان المسمى بالمدينة.
وقد صادف أن أحمد بن الحاج (?)، خليفة عبد القادر، كان متمركزا بجيشه عند التوابة. وحينما علم بقدوم الفرنسيين ارتحل وفر إلى بلاد السوف. وبعد ملاحقة دامت بضعة أيام رجع الفرنسيون إلى المدينة حيث استراحوا في هيئتين توجهت إحداهما إلى قرى التوابة، وسارت الثانية مع الوادي. ولما تعرضت الفرقة الأولى إلى هجوم التوابة سارعت إليها الثانية دون أن يراها أحد وعندما وجد التوابة أنفسهم بين نارين تأكدوا من أنه لم يبق لهم سوى الاستسلام فطلبوا الأمان، ولما رأيت كل ما جرى، غادرت المنعة وتسلقت جبل أحمر خدو (?).