أظنني في حاجة إلى القول بأنني فقدت كل ما أملك أثناء هذا الفرار. أمتعتي، أوراقي، خيامي، كل ذلك تقريبا وقع في حوزة العدو. لقد كنت شديد المرض، فلم أتمكن من اتخاذ أي نوع من الإجراءات وكان المصاب عظيما.

وأقمت في المنعة مدة عام تقريبا. وفي تلك الأثناء وجهت حملة ضد سكان وادي عبدي. (?) وعندما اقترب الطابور منهم بعث إليهم الجنرال يدعوهم إلى الاستسلام، لكنهم رفضوا الدعوة بشدة وأوفدوا يطلبون معونتي، فجمعت كل من كان حولي وانضممت إليهم. ولما وصلت رأيت أنهم لم يستعدوا للمعركة، وأنهم كانوا مختلفين فيما بينهم. فقلت لهم: ((إنني لا أستطيع أن أحارب معكم، ولا أريد أن أعرض نفسي إلى هزيمة وأن نصيحتي إليكم هي أن تستسلموا وتقولوا للجنرال أنكم تقبلون عروضه.

وأنها لنصيحة أملتها علي مصالحكم. أما أنا فإنني أترككم)) ولكنهم أجابوني قائلين: ((هذا مستحيل إننا لن نستسلم لأحد، بل سنحارب ولن نترككم تنصرفون.)) وأحسست في داخل نفسي أن من الخزي والعار أن أتركهم، فبقيت إلى اليوم الذي وقعت فيه المعركة. ولكنهم، عند احتدام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015