وترك الجيش الفرنسي أولاد عبدي إلى بيت ابن العباس حيث كنت مقيما. وبعد الاستقصاء علم الفرنسيون أنني في جبل أحمر خدو. فاستراحوا بضعة أيام ثم انقسموا إلى فرقتين توجهت إحداهما إلى بني فارح ثم إلى باتنة.
ورجعت الثانية إلى المدينة تلاحق أحمد بن الحاج، وظلت تطارده إلى أن وصلت مكانا يقع بين الخنقة والتوابة، وهو مكان لا توجد فيه مياه. ولذلك تعذب الجيش كثيرا ومات عطشا عدد كير من الجنود. ثم قصدت الفرقة الخنقة ومنها توجهت إلى جبل العمامرة. وهنا تفرق الأجناد ورجعوا إلى ثكناتهم. أما الأمتعة التي بقيت في المدينة، فإنها حملت إلى قسنطينة بواسطة العربي بن ضياف.
18
أما أنا فقد استقريت في جبل أحمر خدو وقضيت فيه حوالي عامين. وذات يوم كتب لي القائد الفرنسي في بسكرة يقول بأن من المستحسن أن نضع حدا للعداوة القائمة بيننا.
وتبادلنا عدة رسائل أدركت على إثرها أن السلم محبب عند الله وارتحت إلى الاقتراح.
ثم كتب لي قائد باتنة في نفس الاتجاه ووعدني باستقبال صادق وبالأمان، كما ذكر بأنه سيحبب لي سلطان فرنسا