بالجثة. وعندما اشتد القتال وضعت في غابة كنت أسمع منها جميع الطلقات النارية. ولكم آلمني أنني لم أكن قادرا على المساهمة في معركة سببها مصالحي، وعز علي أن أبقى بعيدا عن الميدان، وعندما تغلب الجيش الفرنسي علينا، كنت على مقربة منه، لا تفصلني عنه سوى مسيرة ربع ساعة، ولما كان الليل، ورأيت أن الله لم ينصرني، حملني أنصاري ومررت بجانب الجيش الفرنسي فكنت أميز الحرس تمييزا كليا. وسرنا الليل كله متجهين غرب البير. وفي الصباح اكتشف الأعداء آثارنا فلاحقونا. ثم حملت إلى جبل متليلي حيث أقمنا ليلة ونهارا. وفي الغد توجهنا إلى الدايا. وأثناء هذه الفترة كلها كان المرض قد اشتد بي إلى درجة أنني لم أكن قادرا لا على السير ولا على ركوب الخيل بل قطعت المسافة في نعش يحمله أعواني المخلصون على أكتافهم.

وبعد إقامة قصيرة في الدايا , قصدنا بني فراج، وعندما وصلنا إليهم قضينا الليلة عندهم وفي اليوم التالي دخلت إلى قريهم حيث مكثت بضعة أيام. ثم ذهبت إلى المنعة (?) إلى منزل ابن العباس فجمعت أمتعتي وأفراد أسرتي: ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015