الذين كانوا معها، فتقابلنا مدة يومين بكل شدة وضراوة حتى أنني أستطيع القول بأنها أدمى معركة حضرتها، حياتي، ويعلم الله كم معركة شاهدتها منذ طفولتي، وكان الفرنسيون قد شكلوا ستة طوابير ليصلوا إلى قمة الجبل:

ولكن نشاطنا كان متزايدا بحيث أنهم عندما وصلوا إلى منتصف المنحدر كررنا عليهم بشدة وعنف، فأرغمناهم على العدول عن خطتهم والرجوع إلى مركزهم.

وقد استفدنا في ذلك اليوم من الأمطار الغزيرة ومن الضباب الذي بلغ من الكثافة حتى أن الرجل أصبح لا يرى جاره. وكانت أضرارنا أخف من أضرار العدو لأننا كنا نعرف الميدان. وفي يوم السبت التالي عاد جيش الأعداء من جديد إلى الجبل وتمكن من التمركز في المكان المسمى بالبير قضى فيه ليلته ثم اجتاز الأوراس ودخل إلى باتنة حيث بات وتزود، وبعد أن لف بالجبل بحثا عن منحدرات أسهل، رجع ثالثة إلى الأوراس. وقد لاحظت أن هذه الهجومات الثلاثة وقعت في ظرف خمسة عشر يوما، ودائما في يوم الأربعاء. وفي المرة الثالثة عندما صعد الجيش الفرنسي كنت في مرض شديد قريببا من الموت، ولم ينقذني إلا إخلاص رجالي الذين حملوني على نعش كما يفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015