قَالَ ابْن عدي: كَانَ مَوْصُوفا بِحسن الانتخاب يكْتب الْحفاظ بانتقائه.
قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد: كُنَّا نحضر مَعَه فنحدثه وَلَا يجيبنا، فَنَقُول لَهُ إِذا فرغ: حدثناك فَلم تجبنا. فَيَقُول: فكري فِيمَا أنتخبه إِذا مر بِي حَدِيث لصحابي أجيل فكري فِي حَدِيث ذَلِك الصَّحَابِيّ هَل هَذَا الحَدِيث فِيهِ أم لَا؟ فَإِن أغفلت عَن ذَلِك، وَأَنْتُم شياطين حوالي، كل وَاحِد مِنْكُم يَقُول: (لم) انتخبت لنا هَذَا؟ وَهَذَا حدّثنَاهُ فلَان.
لِأَنَّهُ قَرَأَ: " كَانَ لأبي أُمَامَة خرزة يرقي بهَا المرضى " فصحفها جزرة؛ (فلقب) بذلك.
وَحضر عِنْد نصرك، فَقَالَ: ثَنَا فلَان عَن الْحميدِي عَن سُفْيَان عَن الزنبري عَن مَالك. فَقَالَ صَالح: إِنَّمَا هُوَ (الزبيرِي) مُصعب، حدث عَنهُ ابْن عُيَيْنَة.
وَقَالَ نصر: صَالح المري عَن الزُّهْرِيّ. فَقَالَ لَهُ صَالح: إِنَّمَا هُوَ صَالح النَّاجِي عَن الزُّهْرِيّ.
قَالَ ابْن عدي: نبل بِأَبِيهِ، وَله فِي نَفسه مَحل فِي الْعلم، وَأَحْيَا علم أَبِيه من مُسْنده الَّذِي قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبوهُ خُصُوصا، وَلم يقرأه على غَيره، وَمِمَّا سَأَلَ أَبَاهُ عَن رُوَاة الحَدِيث