مَعَ إِنْكَاره عَلَيْهِ أَحَادِيث الحكم قد روى عَنهُ كَمَا ذكرته، وَقد قُمْت باعتذار بعض مَا أمليت أَن قوما شاركوا الْحسن بن عمَارَة فِي بعض هَذِه الرِّوَايَات، وَقد قيل كَمَا رويته وذكرته أَن الْحسن صَاحب مَال، وَأَن الحكم تحول إِلَى منزله فاستفاد مِنْهُ وَخَصه بِمَا لم يخص بِهِ غَيره، على أَن بعض رواياته عَن الحكم وَغَيره غير محفوظات، وَهُوَ إِلَى الضعْف أقرب مِنْهُ إِلَى الصدْق.
[446] الْحسن بن دِينَار
وَهُوَ الْحسن بن وَاصل التَّمِيمِي، أَبُو سعيد - بَصرِي [كَانَ دِينَار ربيبه، وَهُوَ مولى بني سليط، حدث عَنهُ الثَّوْريّ] .
قَالَ وهب بن زَمعَة عَن الْمُبَارك أَنه ترك حَدِيثه.
قَالَ ابْن الْمُبَارك فِيهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أعلم إِلَّا خيرا، وَلَكِن أَصْحَابِي وقفُوا فوقفت.
وَقيل لَهُ مرّة: لم تركت الْحسن بن دِينَار؟ فَقَالَ: تَركه إِخْوَاننَا هَؤُلَاءِ. يَعْنِي يحيى الْقطَّان وَابْن مهْدي.
وَقَالَ الفلاس: كَانَ يحيى وَعبد الرَّحْمَن لَا يحدثان عَنهُ.
وَقَالَ أَحْمد: لَا يكْتب حَدِيث الْحسن بن دِينَار.
وَقَالَ ابْن معِين: لَيْسَ بِشَيْء.
وَقَالَ الفلاس: حدث عَنهُ أَبُو دَاوُد بإصبهان، فَجعل يَقُول: ثَنَا الْحسن بن / وَاصل، وَمَا هُوَ عِنْدِي من أهل الْكَذِب، وَلكنه لم يكن بِالْحَافِظِ.
وَقَالَ البُخَارِيّ: الْحسن بن دِينَار هُوَ ابْن وَاصل أَبُو سعيد عَن الْحسن، تَركه وَكِيع وَابْن الْمُبَارك.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن عدي: لِلْحسنِ بن دِينَار أَصْنَاف كَثِيرَة. وَقَالَ عَبْدَانِ: كَانَ عِنْد شَيبَان عَن الْحسن بن دِينَار خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا - يَعْنِي أصنافه - وَله حَدِيث كثير، وَقد حدث عَنهُ الْكِبَار مُحَمَّد بن إِسْحَاق وشيبان بن عبد الرَّحْمَن وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَالْحسن بن صَالح وسُفْيَان الثَّوْريّ، وَقد أجمع من تكلم فِي الرِّجَال على ضعفه، على أَنِّي لم أر لَهُ حَدِيثا قد جَاوز الْحَد فِي الْإِنْكَار، وَهُوَ إِلَى الضعْف أقرب مِنْهُ إِلَى الصدْق.