حتى منتصف القرن العشرين، كان الأمريكيون يعتبرون رعاية النابغين ترفا تربويا ولم يبذلوا جهودا جادة في الكشف عنهم إلا بعد أن أطلق الروس أول مركبة فضائية سنة 1957م.

فطبعا الأمريكان ذهلوا من هذه المفاجأة وشعروا بتخلفهم بالنسبة للروس في هذا الموضوع، فشعروا بالخطر من تفوق الروس عليهم، فاتجهوا إلى رعاية النابغين واعتبروها مسألة حياة أو موت، وجندوا علماء التربية وعلم النفس والاجتماع وعقدوا المؤتمرات والندوات لتخطيط وتنظيم رعاية فئات النابغين وتشجيعها على إظهار نبوغها في جميع المجالات وأنشأت كل ولاية العديد من المعاهد والفصول

المتخصصة في رعاية النابغين في جميع المجالات، حتى بلغ عدد المعاهد حوالي سبعمائة معهد تشرف عليها حوالي ثلاثمائة جامعة في أمريكا.

كما أسهمت المؤسسات التجارية والصناعية والعلمية في تمويل برامج الكشف عن النابغين ورعايتهم.

-طبعا الآن موضوع النابغين ورعاية النابغين علم مستقل وفيه مؤلفات مصنفة فقط لرعاية النابغين، لأنهم أيضا يكون لهم معاناة اجتماعية من نوع خاص، يشعرون بالإحباط دائما لأن البعد شاسع بينهم وبين الناس دونهم.

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى: قرأت مرة أن مجلة انكليزية كبيرة سألت الأدباء على الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الآداب.

وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة، قالت: إنه التشجيع.

-التشجيع، السؤال كان ماذا؟

ما هو الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الآداب؟

فكانت أحسن إجابة قالتها هذه الأديبة، قالت: إنها التشجيع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015