كان لا يسمع بعالم جليل، إلا أحضره إلى حضرته.

وجعله من خاصته وبالغ في إكرامه وعول على أعرائه ومنحه أسمى الرواتب.

كذلك فعل الخليفة الموحلي الثالث .. المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الذي أنشأ بيت الطلبة وأشرف عليه بنفسه.

وعندما بلغه حسد بعض حاشيته على موضع الطلبة النابغين عنده، فزع منهم وخاطبهم قائلا: يا معشر الموحدين أنتم قبائل فمن نابه منكم أمر فزع إلى قبيلته وهؤلاء الطلبة لا قبيلة لهم إلا أنا فمهما نابهم من أمر فأنا ملجأهم إلي فزعهم وإلي ينسبون.

بلغت عناية المنصور بالطبيب أبي بكر بن زهر، حدا عجيبا، فقد كان أبو بكر يقيم عند الخليفة مددا طويلة، ولا يرخص له بالسفر إلى أهله.

حتى قال شعرا في شوقه إلى ولده الصغير.

فلما سمع المنصور هذا الشعر.

أرسل المهندسين إلى أشبيلية -في الأندلس- وأمرهم ..

- هذا الأمير كان في مراقش، فأرسل المهندسين إلى وطن هذا الطبيب العالم أبي بكر بدون أن يشعر، بعث المهندسين إلى أشبيلية.

وأمرهم بدراسة بيت أبي بكر وحارته وتشييد مثله في مراكش، ففعلوا ما أمرهم.

-بنوا له المكان مثل المكان بالضبط ويبدو أنهم بنوا له أيضا الحارة على نفس النمط.

ونقلوا عيال أبي بكر إليه.

-فكانت نفس الحارة، المهندسين عملوا مثلها، والبيت الذي يسكن فيه بالضبط مثله، وأحضروا أهله وأولاده ووضعوهم في البيت.

فلما رآها أبو زهر اندهش وحصل عنده من السرور ما لا مزيد عنه ولا يستطيع التعبير عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015