وقال معاوية لعمرو بن سعيد وهو صبي: إلى من أوصى بك أبوك؟
-يعني قبل أن يموت.
قال: إن أبي أوصى إلي ولم يوص بي.
قال: وبما أوصى إليك؟
قال: ألا يفقد إخوانه منه إلا وجهه.
-يعني يحسن إلى إخوان أبيه كما كان أبوه يحسن إليهم.
وكان الشيخ عبد الوهاب الفارسي رحمه الله يسير يوما برفقة صديقه الشيخ محمد الجراح فصدمتهما سيارة، فسقط في حفرة وجرح.
ولما علم أن السائق كان سكرانا صفح عنه وامتنع من مقاضاته.
أنفة من أن يقف في موقف واحد مع سكران.
لأنه لو قاضوه سيقتضي الأمر أن يقف في صف واحد مع هذا الرجل، فأنفة من أن يستوي في مثل هذا الموقف مع واحد سكران، تنازل عن حقه.
إذاً هذه إشارة لنجدد العهد بهذا المعنى، معرفة قدر النفس.
الشاهد هنا من قول أمير المؤمنين لابن عباس: ..
لما قال: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين.
قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. فأجابه.
على هذا السنن صار ابن عباس منذ طفولته غير مبال بتثبيط من هو أقصر منه همة.
قال رضي الله عنه: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت لرجل من الأنصار: ..
-يعني هو صبي وهذا رجل كبير.
فقال: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم اليوم كثير.