الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى عزل نفسه عن القضاء بعض المرات ثم طلب ليولى، وقام السلطان الملك المنصور .. له واقفا لم أقبل.
فيترك لهم القضاء ويعتزل، فكان السلطان يترجاه أن يعود ثانية للقضاء.
فكان قادما ليولى من جديد فالسلطان بمجرد أن رآه من بعيد قام واقفا احتراما للإمام ..
السلطان المنصور .. وقف لما أقبل فصار يمشي قليلا قليلا
-تعمد ابن دقيق العيد أن يمشي بماذا؟
ببطء حتى يطيل وقوف الملك.
فصار يمشي قليلا قليلا ..
وهم يقولون له: السلطان واقف.
وهو يقول: أديني بمشي.
لأنه مصري، الإمام .. مصري، فكان يقول: أديني بمشي.
وجلس معه على الجوخ حتى لا يجلس دونه، يعني جلس بجواره حتى لا يجلس دونه، وقبل السلطان يده فقال: ابن دقيق العيد: تنتفع بهذا.
أيضا من أعظم ما يحمد لمكارم الأخلاق، يعني يقول ابن حزم: التي لم نسمع لها أختا.
أن أبي غالب تمام ابن غالب التيمي، ألف كتابا في اللغة يسمى تلقيح العين
فوجه إليه أبو الجيش ..
صاحب ..
أندلسية ومركوبا وأكسية، على أن يزيد في ترجمة الكتاب.
يعني يكتب اسم الكتاب وهو (تنقيح العين) ويضيف هكذا على الغلاف أنه مما ألفه أبو غالب لأبي الجيش مجاهد.