{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)} (?) أي القتل، لأنه إذا علم أنه سوف يجازى بالقتل قصاصا فإنه سوف يمتنع من الاعتداء على أرواح الناس.

تتعدد آيات القرآن الكريم التي تضمن التشريع بالقصاص والعقاب الدنيوي كوسيلة من وسائل الضبط العقائدي والاجتماعي في صلاح الفرد والمجتمع.

أيضا تجد الشارع الخبير بطبائع النفوس، يسد الطريق أمام كل الاستثارات الدافعة إلى العدوان أو إلى التقصير.

فلا ريب أن الأسلوب الإسلامي الذي هو أسلوب الترغيب والترهيب أو الثواب والعقاب، بني على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

لأن الكائن الحي سواء أكان إنسانا أو حيوانا يميل بفطرته إلى اللذة والنعيم وحب البقاء، ويهاب كل ما يؤلمه ويكون سببا في شقائه.

-حتى الحيوانات، تتحرى أن تجلب ما ينفعها وتدفع ما يضرها، يعني أي حيوان، إذا أردت أن تقتل نملة أو صرصورا أو نحو ذلك فإنه يقاوم ويسلك أساليب معينة ليحمي نفسه ويدفع عنها الضر ويجلب لها النفع.

فالإنسان يميل إلى حب اللذة والنعيم والبقاء، ويهاب كل ما يؤلمه ويكون سببا في شقائه.

فالنفس البشرية أولى بالابتعاد عما يؤذيها والميل إلى ما لذ وطاب من العيش وإلى ما يحقق لها استمرار الحياة.

كما أن ضرورة الاجتماع –أي ضرورة وجود أناس يعيشون مع بعض في اجتماعات لأن الإنسان مدني بطبعه- تقتضي أن يثاب المحسن على إحسانه وأن يعاقب المسيء على ما اقترف من المعاصي والذنوب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015