فاحتساب الأجر عند الله على هذا الصبر هذا الفرق بين البهيمة، وبين الحيوان، وبين الإنسان، الحيوان ما يعرفش يتحسب فالتقبل، الذين هم ينادون الناس به هذا إحنا بنعبر عنه بكلمة أرقى بكثير جدًا التي هي كلمة إيه «الرضا» .. الرضا بقضاء الله - سبحانه وتعالى - واحتساب الأجر فيما تصبر عليه، فهنا نقول لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها، يعني أنها ترحمه بالفطرة لأن هذه جزء من الرحمة، التي جعلها الله بين خلقه حتى إن الوحش أو الحيوان يرفع رجله عن الطفل بتاعه الصغير إيه من أجل أن يرحمه نوع من مظاهر الرحمة عند الوحوش، المسلمة لا تستوي مع البهيمة في عملية الإرضاع الدافع فقط الفطري، لأ فيه ما هو أعظم وأرقى وهو التسامي بعملية الإرضاع هذه إلى حد كونها عبادة يحتسب فيها الثواب والأجر من الله - سبحانه وتعالى -، لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها قد عطفت عليه من الرحمة بالرحم، ولكن أرضعيه تتوخين ابتغاء ثواب الله وأن يحيا برضاعك خلق عسى أن يوحد الله ويعبده.
من منطلق حرص الأمة الإسلامية على تجسيد هذه التوجيهات القرآنية والنبوية بشأن الطفولة تسابق الأفراد والجماعات والحكام على توفير حق الرضاعة للأطفال، ومساعدة أمهاتهم من خلال توفير التغذية المناسبة لهن، فكثر في المجتمعات الإسلامية إبان ازدهار الحضارة الإسلامية، كثرة العطايا والأوقاف المتعلقة بهذا الشأن منذ فترة مبكرة من تاريخنا، من أوائل الإشارات التي أوردتها مصادرنا عن عناية الدولة الإسلامية بالمواليد عند ولادتهم تعود بنا إلى العصر الراشدي، بمناسبة.
أيضًا العودة إلى العصر الراشدي، سفهاء من أعداء هذا الدين كثير في هذا الوقت يتجرأوا أوي ويبدأوا يتكلموا وبعضهم يكون منافقًا تعرفه في لحن القول، قد يكون جبانًا لا يستطيع أن يذكر كلمة الإسلام، لكن يختبئ وراء بعض العبارات يعني بعضهم بيجهر بلا استحياء ويقول عايزين يحكمونا بقوانين نزلت من أربعة عشر قرن، هذا كفر صراح كفر بواح وصف الشريعة الإسلامية بأنها شيء متخلف يلمز ويلحن في القول، يقصد في ذلك شريعة الإسلام، إيه الشريعة التي نزلت من أربعة عشر قرن فنحن عندنا خصيصة أيضًا من خصائص هذه الأمة، إن غيرنا إذا تخلى عن عقيدته وعن ماضيه