يقول هنا إن الأمر خطورة مسألة الاهتمام بالأطفال، يعني هو وراء هذا البحث يعني المختصر ليريد أن يبين كيف تمكنت الحضارة الإسلامية عن طريق برامجها الناضجة، ومثلها السامية، التي أخذت بأيدي الأطفال الذين حملوا قناديل الخير إلى كافة أرجاء المعمورة، عندما تكامل نموهم وثقلت شخصيتهم، في ظل رعاية شمولية وازنت بين حاجات الجسد والروح، يقول إن هذه الدراسة لا تتبع جميع الجوانب المتعلقة بالطفل، لكنها تنصب على تتبع اللمسات الحانية التي قدمتها الحضارة الإسلامية للطفولة، على مستوى القول والممارسة مع التركيز على حقوق الطفل وثمار اللمسات الحانية على عطاء وإبداع الأطفال.
لعلنا نستطيع أن نصل من قطع من هذا التراث الخالد ونبتغي سبيله، هذا ما يساعدنا على نهضتنا من خلال الارتكاز على أن أصالة هذا التراث مع الاستفادة من كل ما يجد لا يتصادم مع ثوابتنا الحضارية، في صدر الفصل الأول هو حقوق الطفل في الحضارة الإسلامية، العبارة تروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول فيها من حقوق الولد على أبيه أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، يذكر أن أول حق من حقوق الطفل في الإسلام هو اختيار الأم الصالحة.
هذا إجراء وقائي عجيب جدًا لأن ليس طفل أصلاً، هذا ما زال واحد بيخطب يريد أن يتزوج وهايخطب مشروع زواج فقط، ومع ذلك بيفكر في أولاده منذ هذه اللحظة، وهذا طبعًا مما تنفرد به تمامًا الشريعة الإسلامية.
لم يوجد إطلاقًا أحد يهتم بهذه القضية كما يهتم بها الإسلام، فالإسلام يؤكد على أن الأم هي حجر الزاوية الذي ترتكز عليه كل البرامج الخاصة، برعاية الطفولة، فالأم الصالحة المؤمنة تعني طفولة راشدة، وسوية، والأم الفاسقة المتمردة تعني طفولة مشوشة ومضطربة، لذا جاءت التوجيهات النبوية الخالدة لتؤكد على ضرورة التحري والتروي عند اختيار الزوجة هنا يستدل ببعض الأحاديث لم تصح، لكن في الجملة هي مقبولة حتى من الناحية العلمية التي هي تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وأنكحوا