إليهم، لكن هذا الحديث هو أشار إلى الشيخ الألباني - صلى الله عليه وسلم - صححه في سلسلة الأحاديث الصحيحة «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ» (?) فهذا حديث صحيح يؤكد هذا المعنى يروى أيضًا «تَخَيَّرُوْا لِنُطَفِكُمْ فَإِنَّ العِرْقَ دَسَّاسْ» (?).
وهذه إشارة إلى أثر الناحية الجينية، إن الوراثة تتدخل في صفات المخلوق سواء كانت الصفات الجسدية أو الصفات النفسية، كما حذر نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - في أكثر مناسبة من النظر إلى الشكل دون الجوهر لما في ذلك من نتائج سيئة على التربية، لأن الإنسان ابن البيئة، فإذا كانت المرأة في منبت سيء فينعكس ذلك على أخلاقها، وأسلوب تربيتها لأبنائها، ويستدل هنا بالحديث الضعيف المشهور «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءُ الدِّمَنْ» قيل يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: «الحَسْنَاءُ فِيْ المَنْبَتِ السُّوْءِ» (?) الحديث ضعيف لكن يندرج تحت المعاني العامة التي أشرنا إليها.
وكان حكماء العرب يخشون الجمال الفائق إذا لم يكن مصونًا بخلق قويم، وهذا الذي أشار إليه القرآن من طرف خفي حينما تحدث عن الحور العين فإن الله - سبحانه وتعالى - ما وصفهن بالجمال إلا وقرن بصفة الجمال ما يدل على العفاف العفة {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} (?) حور واسعات الأعين وهي إشارة إلى الجمال ثم قال {مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} يعني أن نظرهن مقصور على أزواجهن وهذه إشارة إلى العفة، روي إلى أكثم ابن صيفي أحد حكماء العرب المشهورين قال لولده يا بني لا يحملنكم جمال النساء على صراحة النسب، يعني لا تقدموا البحث عن الجمال في مقابلة على حساب النسب.