مما ينبغي أن يهتم به المربي أن يعطي الأولوية أو يعطي القدوة بالأعمال قبل أن يعطيها بالأقوال، فدرهم أفعال أفضل من قنطار أقوال.

إن القدوة تنصب بالدرجة الأولى حول ما يفعله الوالدان، وما يصدر عنهما من سلوكيات، ويراقب الأطفال سلوك الآباء باستمرار، حال فرحهم وحال غضبهم، مثل ما قلنا قبل هكذا إن التربية ما فيش حصة اسمها حصة تربية تعالوا يوم الجمعة بعد العصر نعمل حصة تربية، إطلاقًا، التربية هذه عملية مستمرة ليل نهار، في كل موقف بيتربي ليس شيء إحنا بنفتعله.

لأ هذا هو بيشوف كيف يتعامل الأب مع الزوجة، بيشوف كيف بيرد على التليفون، أو كيف يستقبل ضيوفه، أو ماذا يقول إذا عطس، أو كيف يخشع في الصلاة أو، حين يسمعه يقرأ القرآن كثيرًا، فهو يتعلم كما قلنا بالقدوة أهم من أي شيء آخر، فدائمًا الأطفال يأخذون سلوك الآباء في كل الأحوال، بيشوفك بتصرف كيف عند الفرح، كيف تتصرف عند الغضب، وبيسجل الكلام هذا ويتطبع به إيه رأيك ماذا يحدث عندما تختلف الأم مع الأب السلوك بتاعه أدى إلى الاختلاف صراخ بقى وكذا وكذا، هيبدأ هو نفسه يفعل نفس الشيء.

لذلك كان مهمًا الحرص على السلوك الحسن الدائم، فرب لحظة غضب تهدم كل ما بناه الإنسان، هايشوف وهو بيقود السيارة إيه الألفاظ التي يقولها، بقى لو حصل أي شيء مع الناس الذيت تسوق الاختلافات مع السائقين، الألفاظ التي يخرجها بعض الناس والانفعال والعراك وكذا.

فكل هذا تعليم كل هذه دروس في التربية يعني أنت لا تقول له تعالى اتربى، لكن هو لازم هايلتقط منك كل السلوك ألفاظك التي بتقولها، إيه تنتقل ألفاظ أن تقول ألفاظ سوقية أو بذيئة أو كذا فيفعل نفس الشيء، فالتربية عملية مستمرة في كل السلوك يسلكه المربون، كثير من الأطفال الذين يصابون بالانتكاسات الخلقية في لحظة واحدة، من خلال سلوك واحد غير مدروس من طرف مربٍ، ممكن تكون أذية شديدة جدًا من مدرس أو أب أو من أم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015