اتكاليًا اعتماديًا على الغير، نريد ضوابط تعين على الانطلاق وتنمي جوانب الذكاء، والإبداع، وتكشف المواهب وتعمل على تنميتها.
يقول اشترى أحد المعلمين حوض سمك كبير، وملئه ماء، وبعد تعديل حرارته لتناسب السمك البيتي، وضع فيه بعض الأسماك، فإذا بها تتصرف تصرفًا غريبًا، ثم تتجمع في وسط الحوض الشفاف، وهي لا تكاد تتحرك، وبعد بضعة أيام وضع أحجارًا ملونة في قعر الحوض، وإذا الأسماك تعود إلى التحرك بحرية، فالأحجار في قعر الحوض أوضحت عمق الماء، وجود أحجار بيشوف الأحجار أو الرملة فبيقدر يعرف الأبعاد، وبالتالي عرف السمك حده فاستراح، في حركته فوجود الحدود بيعطي نوع من الاستقرار، ويخرج الإنسان من الارتباك، ليس كما يتصور بعض الناس أن التربية ليس بها حدود.
الركن الثاني هو التقليد والقدوة: فالتقليد طبعًا خاصية من خصائص الطفولة كما هو معلوم التقليد أساسًا هو الطفل لا يدرك المعاني المجردة، لا يصلح طفل عنده 4 أو 5 سنين تقعد تقول له النزاهة والجمال والقيم والزهد والعدالة والتسامح هذه المعاني المجردة هو لا يستطيع أنه يتصورها بصورة كاملة، أو صعب عليه، لأن تفكيره متحجر، concrete إن هو يستطيع أن يتصور فقط الحاجة الحسية شيء بيراه.
لكن نفس هذا الطفل الذي ما يقدرش يفهم العدالة والنزاهة والزهد وكذا وكذا، هو نفسه تلاقيه بجانبه أبيه وهو يصلي من غير ما يأمره ويفضل يركع ويسجد، ويبص له من تحت هكذا من أجل أن يشوفه يعمل إيه ويقلده بإتقان، حتى حركة التشهد ونحو ذلك ليه، لأن هنا يتعلم لأنه يستطيع أن يدرك الأشياء الحسية، أما المعاني المجردة فليس بعد، ليس في السن، هذا بعد هكذا يقدر يستوعبها لكن الصغير يتأثر أكثر بما يراه أو بما يسمعه أو بما يراه أمامه، متجسدًا في صورة حسية واقعية.
فالتقليد هو أحد خصائص الطفولة الأساسية، حيث إن الطفل يأخذ الكثير من السلوكيات، والقيم والمبادئ، من خلال محاولة تقليده للآخرين، فالطفل مثل الإسفنج يمتص ما حوله ويتفاعل مع