أما التنظيم: فالأطفال يحبون دومًا أن تكون لهم حدود وضوابط في كل شيء، ويشعرون بالمخافة والريبة والتردد إذا غابت الحدود، واختفت الضوابط في حياته، يقفز إلى ثانيًا مثال الذي ضربناه في آخر مرة، الذي هو موضوع السمك لو وضعت السمك في حوض ماء ليس فيه إلا الماء فقط وتشوف حركته كيف، تكون ثم ضع الرمال والحواجز والأعشاب وهذه الأشياء التي توضع في الأحواض الزجاجية وضع نفس السمك، ستجد إنه الحركة زادت الحركة الهادفة والنشاط وكذا.
لماذا؟ لأن وجود الحدود يخرج الإنسان من الشعور بالمخافة والتردد والريبة، والتنظيم ضروري في حياة الطفل لا سيما في سنواته الأولى، وأولى خطوات التنظيم تحديد مفهومه للطفل بشكل عملي تطبيقي، وبيان المطالب بالضبط ما الذي تريده من الطفل أن يلتزم به بوضوح.
فالطفل يحترم ويقدر والديه اللذين يرسمان الحدود ويصيغان الضوابط، والاحترام هو الطريق للدعامة الثانية التي هي القدوة والتقليد، كما أن الطفل نفسيًا يرفض ويكره ولا يحترم من يتركه دون حدود وضوابط، وهو يحترم كذلك تأديب والديه وتدخلهما وتعبيرهما عن عدم رضاهما عن سلوك معين، أكثر من احترامه التوبيخ والصراخ والتهديد.
فالتنظيم يشبع حاجة الطفل إلى سلطة ضابطة، توجه سلوكه، وتضبط تصرفاته من خلال توازن ووسطية، أحد أطفال بيتكلم عن أهمية الحدود فقال جاءتنا اليوم معلمة مناوبة، سمحت لنا أن نفعل أي شيء نريده، فلم نحبها، خلي بالك ما فيش حدود هو بيحتاج الحدود الضوابط.
إن الأطفال يرتبكون، حينما يسمح لهم أن يفعلوا ما يعرفون أنه خطأ، فالتنظيم يعني تحديد قوانين ينبغي اتباعها، وهو يفترض أيضًا تدخلاً حازمًا وصارمًا من خلال بعض الوسائل التأديبية الرادعة من غير عنف أو إضرار، فالتنظيم ضرورة نفسية تربوية للطفل، لكن بشرط ألا يتحول هذا التنظيم والقواعد والضوابط إلى عوامل تخنق الطفل، الخنق وتسجنه وتحد من قدراته ويجعل منه شخصًا