تقف تطلع معه في الثانوية العامة أو حتى في امتحان النقل وتقف أمام باب المدرسة منتظرة حتى يخرج إلى آخره وتجد جمهرة من الأمهات.
هذا هو الخلل في الحماية الزائدة تربي فيه الاعتمادية وتبقيه طفلاً الحماية المفرطة للولد وهي شائعة في عائلتنا وإن كانت تتخذ لنفسها شتى المبررات، إنما ترضي عادة رغبة خفية عند الوالدين لامتلاك أولادهم وقد تلحق ضررًا بالغًا بهؤلاء؛ إذ تحول دون انطلاقهم في خط النمو وتحكم عليهم بالاتكالية وعدم الثقة بالنفس. وتنقلب في النهاية على هدف التربية البعيد.
لأن هدف التربية أساسًا مثل ما واحد يتخرج من أي جامعة في الآخر يبقى تخرج ينفصل، نفس الشيء الهدف إنك تربيه تربية سليمة ليهيئ بعد ذلك لأن يستقل في حياة الراشدين فالحماية الزائدة أنه يريد أن يظل محتفظًا به بالحماية الزائدة والتدليل الزائد عن الحد من أجل أن يفضل طفل والأم والأب يستمتعوا بهذه الملكية تحول دون انطلاقهم في خط النمو وتحكم عليهم بالاتكالية وعدم الثقة بالنفس وتنقلب في النهاية على هدف التربية البعيد، ألا وهو تمكين المُربَّى من الاستغناء تدريجيًا عن مربيه والوقوف على رجليه في معترك الحياة ومواجهة مسئولياتها.
صورة أخرى من هذه الصور التي تعتبر الولد وسيلة وليس غاية -وسيلة- قد يرى الوالدون في الولد واسطة لممارسة سطوتهم على من هو أضعف منهم، حيلة نفسية اسمها «الضابط يقهر العسكري» يقوم العسكري يروح البيت يعمل إيه مع زوجته يزيحها.
يقول: قد يرى الوالدون في الولد واسطة لممارسة سطوتهم على من هو أضعف منهم، وطبعًا الطفل فعلاً ضعيف؛ لأنه محتاج للوالدين في كل شيء، بحيث يعوضون عن شعوره بالنقص قد يكون تأصل فيهم بفعل ظروف طفولتهم وتغذية أوضاعهم الحالية من مهنية واجتماعية وغيرها.
قد يرى الوالد في سطوته على أولاده تنفيسًا عن الضيق الذي يشعر به من جراء مضايقة رب العمل له في عمله أو بسبب عجزه عن تحقيق طموحاته أو معاناته من الظلم الاجتماعي، وقد ترى الوالدة في تسلطها على أولادها تعويضًا عن التبعية التي تعيشها؛ فمن ثم أحيانًا الأب يتشبث بشراسة بتنفيذ إرادته مهما كلف الثمن وكأن القضية ليست قضية توعية الولد إلى ما فيه خير وتوجيه إرادته إلى ما يلاءم