فما يحصل إنه يتجه للنمو فالأب غير السوي صاحب الحب الأناني القاتل يريد أن يجعل التبعية يجزع أحيانًا ممكن في قرارة نفسه من نمو الولد بحيث يتمنيان لا شعوريًا لو يبقى طفلاً عاجزًا إلى الأبد ليبقى في كنفهما مشمولاً برعايتهما.

وقد يستجيب الولد لهذه الرغبة العميقة التي يلتقطها لا شعوريًا في أعماق نفس والديه؛ إذ تتجلى في سلوكهما تجاهه من حيث لا يدريان.

فما يحصل أنه يتوقف عن النمو في هذا المجال أو في ذاك من عالمه النفسي يبقى جسمه جسم رجل لكن نفسه نفس طفل ما زال يرضع من أمه رضاعًا نفسيًا لم يفطم والمشاكل لو تزوج.

فقد يبقى مثلاً حتى بعد بلوغه المراهقة طفلاً بعاطفته تابعًا للوالدين لا يجرؤ على القيام بأية مبادرة ولا يجسر على التطلع خارج دائرة العائلة قد يُسَرّ الأهل بوضع كهذا ويتباهون بأن ولدهم عاقل، يعتقدون أنهم نجحوا في تربيتهم له كل النجاح، معتبرين تبعيته طاعة -هذا ولد مطيع هذا ولد مؤدب-؛ لأنه مسحوق تمامًا في شخصيتهما ولا يعطي فرصة إنه ينمو ككائن متفرد متميز له خصائصه فيعتبرون تبعيته طاعة وخجله تأدبًا وبلادته هدوءًا، غير مدركين أنهم بالعكس فشلوا في مهمتهم التربوية؛ لأنهم جعلوا من ولدهم كائنًا لم تكتمل إنسانيته لم يتركوه ينمو نفسيًا وشخصيًا واجتماعيًا إلى آخره، فجعلوا من ولده كائنًا لم تكتمل إنسانيته غير قادر على شق طريقه في عالم الراشدين ومجابهة صعاب الحياة.

وقد يتأخر الولد الخاضع لمثل هذا التأثير الوالدي في دروسه لأن ذلك يعيق نموه ويرضي بالتالي رغبة والديه العميقة.

في تلك الحال يفضل الولد لا شعوريًا أن يتخلى عن نموه كي لا يفقد عطف الوالدين، لكنه في الوقت نفسه ينتقم بصورة لا واعية من الاستلام اللاحق به من جرائمهما؛ إذ يذلهما بعجزه وتقصيره، ويقلقهما بتخلفه المدرسي.

كل ذلك من شأنه أن ينبهنا إلى أن الحماية المفرطة للولد وهي شائعة في عائلتنا يبقى واحد عنده 12 سنة ولا يتركه أبوه يعبر الطريق إلا لازم يمسكه في يديه خائف عليه لا السيارات تصدمه يعني 12 سنة أو 16 سنة، ولا يزال يمسكه من يديه ويجري به، أو الذي يحصل في الامتحانات الأم التي تذهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015