مصلحته الحقيقية ويساعده على تحقيق ملء إنسانيته إنما القضية تحطيم إرادة الولد لتثبيت إرادة الوالدين -يلغيه تمامًا- تحطيم إرادة الولد مثل أنا قلت هكذا ولازم تبقى هكذا، طيب الموضوع الفلاني ليه؟ لأن أنا قلت هكذا؛ فالقضية أصبحت مجرد أنه يشبع حاجة في نفسه كأنها قضية صراع لا بد أن يخرج الوالدون منه منتصرين ولو لم يكونوا على حق مبررين سلطويتهم بشتى الذرائع التربوية معتبرين كل الأساليب مشروعة في سبيل تثبيتها من الضرب الموجع إلى تحقير الولد وإذلاله ومحاولة إقناعه بأنه لا يفهم شيئًا ولا ينفع شيئًا.

نتيجة موقف كهذا الخطر الكبير بأن يقود إلى أحد احتمالين:

فإما أن تتحطم شخصية الولد وقد يصبح طيلة العمر كائنًا تخيفه الحياة غير واثق من نفسه، تنقصه الشجاعة والإقدام، لا يجرؤ على تأكيد ذاته بشكل طبيعي في العلاقات البشرية، واحتلال مكانه المشروع بين الناس؛ لأنه لم يتح له أن يؤكد ذاته تجاه والديه مما يقوده إلى الفشل في كثير مما يحاول تحقيقه وإما أن يحدث تسلط الوالدين يحدث في نفس الولد فعل ثأر عنيف الولد يصبح بركان يغلي فيتستر وراء احترام ظاهري للأهل ممكن ينفس عن طريق إنه ينفس في أعمال قسوة إما مع أصدقائه أو مع الحيوانات.

هذا الذي يقدر عليهم لكن لن يقدر أن يرد على أبيه فيعمل أيضًا إزاحة للأضعف منه يضربون الحيوانات ويعذبوهم يتلذذون بتعذيبهم أو يضرب أصدقاءه لكن من داخله شعور بالقهر فيتستر الشعور بالثأر العنيف وراء احترام ظاهري للأهل إلى أن ينفجر عند المراهقة نقمة عارمة مدمرة قد تشمل ليس الأهل فحسب، بل كل رمز للسلطة أي رمز سلطة عليه يتذكر مكانه من أبيه سواء في المدرسة في شغل في أي شيء من هذا.

الحقيقة كنا نود أن نكمل هذا الموضوع بالذات لكن لا يزال هناك بقية.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015