«تبعية الطفل هذه التي تدوم رغم تناقصها التدريجي سنين طوال ترضي لا شك في الوالدين حاجتهما إلى الشعور بأنهما مهمان، وبأن وجودهما له وزنه وتبريره. هذا أمر طبيعي -إن الطفل محتاج إلى أبويه-؛ فهذا أمر طبيعي ومشروع شرط ألا تتضخم هذه الحالة إلى حد اتخاذ الطفل مجرد مبرر لها عوضًا أن تسخر لخدمة نموه فهذه الحاجة المفروض أن تكون أنت مهم في حياة الطفل؟

نعم. لكن أنت مسخر لأن تنميه لا أن ينزلق الأهل إلى استغلال تبعية الولد لتأكيد ذواتهما على حسابه بحيث يسعيان بصورة لا شعورية إلى تخليد هذه التبعية يرغبون أن هذه التبعية تكون خالدة لآخر لحظة في الحياة (التبعية) إلى تخليد هذه التبعية عوض أن يقوم بدورهما الطبيعي.

ما الدور الطبيعي للأبوين؟

مساعدة الولد على تجاوز فترة الالتصاق بهما والاحتياج إليهما تدريجيًا للتوصل في النهاية إلى الاستغناء عنهما يبقى مهمة الأبوين أن ينموه من أجل أن يصل في النهاية إلى الانفصال أو تعبير أدق الاستقلال ولا يصير تابعًا؛ فمشكلة أنانية الأبوين أو الحب الذي يقتل أنه يستغل هذه الحاجة في تخليد التبعية، هو يريد منه تابعًا إلى الأبد؛ فقد يراود الوالدين شعور غامض بأن ولدهما كلما نما وازداد طاقته على تدبير أمور نفسه وقوي شعوره باستقلاله الشخصي إنما يفلت من أيديهما وقد يعتريهما من جراء ذلك جزع نابع من إحساس بفقدان أهميتهما، وقد يئول ذلك إلى الحيلولة دون قبول الوالدين في قرارة نفسيهما بنمو الولد.

الولد لما يكبر وينمو سينمو غصبًا عنهم مثل ما جسمه لا تستطيع توقف نموه، كذلك عقله وشخصيته ونفسيته ونموه الاجتماعي والنفسي كله ينمو.

فهل يصلح واحد يضغط على ابنه من أجل أن يوقف طوله يكبسه هكذا ولا غصب عنه سينمو؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015