يقول «فليس من والدة تشك في قرارة نفسها أن الولد الذي أنجبته هو ملك لها وليس من والد يحرم نفسه من حق فرض مفاهيمه وأحكامه المعيارية على ولده حتى إنهم كانوا فيما مضى يعتبرون مشروعًا أن يتحكم الآباء على هواهم بحياة أو موت الطفل المولود حديثًا».

عند القدماء الألمان عندهم حق إنهم يقتلوا الولد هذا أوه يتركوه حي.

شوف التحكم في الملكية إلى أي مدى طبعًا موجود كان في الجاهلية في قضية الوأد أيضًا.

«وقد أثبتت آلاف الحالات المرضية التي يعالجها الأخصائيون في العلاج النفسي عند الأولاد المراهقين أو الراشدين أن هؤلاء كثيرًا ما تأذوا من حب والدي»

ساعات الذي يقتل الحب الذي يقتل كما قلنا فيه حب يحيي وفيه حب يميت يقتل؛ «فكثير من الناس الذين كان عندهم مشاكل نفسية نشأت من أن حب الوالدين لم يكن خالصًا، وأن التفاني لم يكن أصيلاً؛ لأن هذا وذاك كانا يتخذان الولد وسيلة لقضاء حاجة عند الوالدين وسد فراغ ما في وجودهم بحيث لم يتح للولد أن ينمو وفق طبيعة خاصة وأن ينطلق كشخصية مستقلة، بل اعتبر مجرد صورة للوالدين وامتدادًا لهما فضربت بحاجاته ورغباته وخصائصه عرض الحائط، كل ذلك دون أن يشعر والداه بما في موقفهما هذا من أنانية مستترة؛ لأنهما كانا يجدان له أفضل المبررات ويعتقدان عن حسن نية أنهما إنما يعملان لصالح ولدهما وخيره وبناءه».

ثم يدلل على هذا الحب الذي يقتل أو يشل أو يقيد بمظاهر متنوعة.

«مثلاً قد نرى في أولادنا فرصة للشعور بأننا مهمون وضروريون لأن هناك من هو بحاجة ماسة إلينا فما أحوج الطفل إلى والديه؛ إذ بدونهما ليس بوسعه أن يحيا وينمو إنه منهما يستمد ما لا غنى له عنه من غذاء وحماية ودفء عاطفي وأسس المعرفة وأساليب العيش وشروط نشوء العقل ودعائم بناء الشخصية».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015