لكنها تئول إلى تجريد الولد من فرادته كشخص إنساني؛ لأنه يتصور أنه ملكه وينسى أن له بصمته وشخصيته وكيانه وأن وظيفة التربية أن تساعده على الاستقلال على حد قول الأب المربي الفاهم لما يقول لابنه المراهق «كن رجلاً ولا تتبع خطواتي» خليك راجل لا تمشي ورائي ووراء خطوات رجلي تقلدني، كن رجلاً هذه هي الرجولة ولا تتبع خطواتي.
يقول هذه النزعات الأنانية قد لا نفطن تمامًا إليها لكنها تئول إلى تجريد الولد من فرادته؛ -فرادته أي التفرد- وتفرده، كشخص إنساني وتحويله إلى شيء ندعي امتلاكه -شيء نملكه-.
هذا ما قاله نيتشه حينما كتب بشيء من التشاؤم إن الوالدين يجعلون لا إراديًا من أولادهم شيئًا على شاكلتهم ثم يسمونه تربية؛ فليس من والدة تشك في قرارة نفسها أن الولد الذي أنجبته هو ملك لها.
ساعات الأم تغذي فيه الجوانب الطفولية بحيث يُفطم من الرضاعة، لكنه لا يفطم فطامًا نفسيًا فهي تستمتع بارتباطه بها ثم لما يتزوج تحصل مشاكل؛ لأنه لم يفطم.
الحبل السري الحسي انقطع بمجرد ما ولد لكن الحبل السري النفسي امتد إلى العشرينات والثلاثينيات ويمكن أكثر من هكذا.
أحد الإسلاميين مؤلف كتاب عجيب جدًا عنوانه موجع يقول: «الرجل يبقى طفلاً إلى حين تموت أمه» -كارثة- هذا العنوان يقول الإنسان يبقى طفلاً إلى أن تموت أمه يعني لو أمه ماتت وعنده 60 سنة وما زال طفلاً أيضًا أو أربعين مثلاً حتى أقل من ذلك؛ فعملية التثبيت ساعات الأم تدعم الطفولة من أجل أنها تريد ابنها محتاج لها دائمًا؛ لأنها أنانية، هذا شعور أناني ومهمة التربية الصحيحة إنك تخرج منه شخصًا متميزًا قادرًا على أن يواجه الحياة بنفسه، لا يكون شخصية اعتمادية ونحن عندنا الاعتمادية في مجتمعنا سيئة للغاية، مع أن هذا ضد مفاهيم الإسلام الطفولة الاقتصادية عندنا تطول جدًا من أجل أن يخلص الكلية وممكن أكثر من هذا، وبالتالي تؤثر في النمو النفسي بلا شك.