نوع من التفرد بصمة الشخصية يقول أنا مستعد للموافقة على ذلك والقاعدة في الآباء أنهم يحبون أولادهم ويضحون من أجلهم.
لكنني أضيف لا يكفي أن نحب إنما ينبغي أن نتساءل كيف نحب، وفيما بعد إن شاء الله سنقف وقفة عن التربية بالحب يقول لا يكفي أن نحب إنما ينبغي أن نتسائل كيف نحب لا يكفي أن نضحي إنما ينبغي أن نتسائل كيف نضحي ولماذا في النهاية نضحي؟
بعبارة أخرى يجب أن نتسائل عن نوعية حبنا فهناك «حب يُحيي وحب يميت».
هناك مثل يقول «ومن الحب ما قتل» هناك حب يحيي وهناك حب يميت يقتل، هناك حب يحرر ويطلق وحب يكبل ويخنق، فما هو نوع حبنا كلنا ولا شك نود أن نحب أولادنا الحب الصحيح الحب الذي يحييهم وينميهم ويحررهم ويسعدهم، لكن علم النفس الحديث كشف لنا أن هناك دوافع لا شعورية إلى حد نابعة من كوامن أنفسنا متأصلة أحيانًا في رواسب طفولتنا وآثار تربيتنا كثيرًا ما تختلط بالحب الوالدي لتحوله لدرجات متفاوتة عن غايته الأصيلة.
يمهد هنا لقضية أن هذه الرواسب الكامنة فينا تأثير التربية وغيرها ورواسب الطفولة الجذور التي تكون في الطفولة هي التي تجعل الواحد أحيانًا يحول الطفل بدل أن يكون غاية يستعمله كوسيلة، هذا الذي يمهد إليه يقول نحن نعلم أن أولادنا مجموعة متناقضات تحيرنا أحيانًا خاصة في مرحلة المراهقة، ولكننا من جهتنا لا نخلو من هذا التناقض الذي نشكو منه عند أولادنا وقد نعي أحيانًا بعض مظاهره فمن منا لم يختبر مثلاً أنه يود أحيانًا لو يهب أولاده حياته وأغلى ما لديه.
الحالة الثانية لما يغضب يضيق بهم ويتبرم لأقل إزعاج يلحقه منهم أو لأية هفوة ارتكبوها تارة يمنحهم بسخاء ولهفة وقته وجهوده وما ملكت يداه ونفس الأب في مرحلة أخرى في ظروف أخرى يمن عليهم ما ضحى من أجلهم وما صنعه من أجلهم في سياق المنّ، أليس هناك تناقض؟!