والإنبات الحسن لكن مع ذلك نفس الأنبياء كانوا يستعينون بسلاح الدعاء {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} (?) {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} (?) {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (?).

مريم لما مدحها الله، مدحها بماذا {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (?) هذا ثناء على التربية الباكرة الحسنة فمن الأسلحة المهمة جدًا في قضية التربية الاستعانة بالدعاء وبالذات الدعاء المذكور في القرآن الكريم أو في السنة النبوية؛ لأن هذا السلاح من أقوى الأسلحة التي اختص بها المسلمون فهذا مجال واسع إذا أردنا أن نستقصي أنواع الأدعية في القرآن والسنة المتعلقة بالذرية وصلاح الذرية نجد من ذلك كثرة كاثرة.

هذا الإنسان كائن متميز هو عبارة عن روح وإرادة حرة كما أنه يحمل خصائص وراثية ذهنية ونفسية يرثها عن أبويه يعيش في بيئة ذات معطيات محددة تؤثر فيه ويمر بأحداث حياتية خاصة به.

المقصود من هذا كله خصائص الإنسان في هذه الصورة نريد أن نصل إلى إن كل واحد من الناشئة أشبه بحالة خاصة أو بمخطوطة فريدة متميزة عن غيرها وهذه نقطة مهمة جدًا في التربية إن كل إنسان له كيانه القائم به، صحيح هو مكون من روح من إرادة مكون من جينات تحمل خصائص وراثية يرثها عن أسلافه إلا أنه أيضًا يوجد في بيئة تتفاعل تؤثر فيها وتؤثر فيه فيكتسب من خلال الاحتكاك بهذه البيئة المعيشة فيها أشياء بجانب التجارب الشخصية التي يمر بها هو نفسيًا تشكله؛ فمن ثم مثل ما الإنسان له بصمة في الإبهام وبصمة الصوت وبصمة العين التي تميزه عن غيره فكل إنسان نفسيًا أيضًا له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015