أذكر وأنا الصغير كان أحد المدرسين قال لنا مرة «أخلاقك هذه لك أنت ما يهمني هو مستواك في مادتي، إنما الأخلاق هذه تخصك أنت» تسمع مدرسين آخرين طبعًا كلامًا متناقضًا تمامًا مع هذا؛ فنفس المعلمين يحتاجون لتعليم وفاقد الشيء لا يعطيه ولذلك يقعون في مشاكل وخيمة.

الإعلام يعتبر من العوامل التي تؤثر على موضوع أو مسار قضية التربية.

إنسانية الطفل حين يولد طفل هذا ككائن إنساني كان متميز جدًا؛ ولذلك نجد فترة الحضانة بالنسبة للطفل البشري هي أعلى فترة حضانة في الوجود -سنتين- التي هي الرضاعة بخلاف أي كائن آخر معظم الكائنات الأخرى الموضوع ينتهي بسرعة وينتهي في الآخر بالاستقلال يعني الطائر حتى فترة معينة يلقنه أبوه في فمه بالطعام -العصفور أو شيء كهذا- ثم يعلمه الطيران ثم يبقى «لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» (?)؛ ففترة الحضانة البشرية لخطورة هذا الكائن تحتاج تهيئة أكثر وعناية أكثر.

فالإنسان حينما يولد {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} (?) والإنسان لا يعلم شيئًا لكن هو مزود بالاستعدادات. الاستعداد، الذكاء، السمع، البصر، التفكير، وهكذا؛ فهو حينما يولد لا يوجد لديه أكثر من استعدادات والتربية هي التي تمنحها مقومات الإنسانية من الفكر واللغة والمشاعر ومعايير الخطأ والصواب.

والولد البشري لا يصبح إنسانًا إلا إذا رباه إنسان مثله {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)} (?) فالوضع الطبيعي إن ابن الإنسان لا يصبح إنسانًا إلا إذا رباه إنسان طبعًا سنضطر نستعمل مثال مشهور جدًا في عالم الأطفال وهو «طرزان» أليس كذلك! إنه لما تربى في وسط الحيوانات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015