لقد كان اليهود والأقدمون يشتركون مع الكنعانيين والمؤابين والفينيقيبن والفرطاجنيين وغيرهم من الشعوب في عادة التضحية بطفل، بل بطفل محبوب لاسترضاء السماء الغضبي.

ثم اصبح في الإمكان على توالي الأيام أن يستبدل الطفل مجرم محكوم عليه بالإعدام. وكان البابليون يلبسون هذه التضحية أثواباً ملكية، لكي يمثل ابن الملك، ثم يجلد ويعدم شنقاً.

ومثل هذه الأعمال كانت تحدث في رودس Rhodes في عيد كرونس Cronus، وأكبر الظن أن التضحية بحمل أو جدى في عيد الفصح ليست إلا تخفيفاً لهذه التضحية البشرية اقتضاه تقدم المدينة، وفي ذلك يقول فرازر Frazer: وفي يوم الكفارة كان كاهن اليهود الأعظم يضع كلتا يديه على جدي حي، ويعترف فوق رأسه بجميع ما ارتكبه بنو إسرائيل من مظالم، حتى إذا ما حنل الحيوان خطايا الشعب على هذا النحو أطلقه في البرية".

وهذه الفكرة كانت أكثر قبولاً لدى الوثنيين منها لدى اليهود. ولقد كانت مصر وآسيا الصغرى وبلاد اليونان تؤمن بالآلهة من زمن بعيد. تؤمن باوزوريس وأتيس وديونشيس Osiris, صلى الله عليه وسلمttis, عز وجلionysus وديونشيس هذه ماتت لتفتدي بموتها بني البشر، وكانت ألقاب سوتر المنقذ Soter Savior واليوتريس المنجمي صلى الله عليه وسلمleatherios عز وجلeliverer تطلق على هذه الآلهة، وكان لفظ كريوس الرب Kyrios Lord الذي أطلقه بولس على المسيح هو اللفظ الذي تطلقه الطقوس اليونانية السورية علة ديونشيس عز وجلionysus.

ولم يكن في وسع غير اليهود. أهل أنطاكية وسواها من المدن اليونانية الذين لم يعرفوا عيسى بجسمه - أن يؤمنوا به إلا كما آمنوا بآلهتهم المنقذين، ولهذا ناداهم بولس بقوله: "هو ذا سر أقوله لكم"، ثم يستطرد فيقول: "الذين أراهم أيضاً نفسه ببراهين كثيرة بعد ما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015