ضد نظام الحكم"، وبناء عليه أصدر بيلاطس حكمة بالإعدام وهو كاره له، وكان الصليب من طريق الإعدام الرومانية. ووضع الجنود تاجاً من الشوك على رأس المسيح استهزاء به، كما نقشوا على صليبه باللغات الآرامية واليونانية عيسى الناصري ملك اليهود"

Nazarathean Rex Ioudaeorum

لقد خاب الحواريون في زعمهم في المسيح حتى انبرى لهم بولس المدعو رسولاً، ورأى أن يجمع شتات الفكر في عقيدة يكرز بها ويبشر؛ فكان أن اعتبر شخصية عيسى عليه السلام ملكاً مخلصاً، ولعله استقى هذا الاعتبار من الديانة السائدة في تلكم الأيام، وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ.

نظرية بولس في التفكير

لقد أنشأ بولس لاهوتاً لا نجد له إلا أسانيد غامضة أشد الغموض في أقوال المسيح. وكانت العوامل التي أوحت إليه بالأسس التي قام عليها ذلك اللاهوت هي انقباض نفسه، وندمه على اضطهاده للمسحيين الأولين، والصورة التي استحال إليها المسيح في خياله عند المحاكمة وعند الصلب.

ولعله قد تأثر بالفلسفة الأفلاطونية والرواقية في نبذهما للمادة والجسم واعتبارهما شراًَ وخبثاً.

ولعله تذكر السنة اليهودية مستقاة من شريعة موسى في التضحية الفدائية وما ينهجه في هذا المقام أصحاب الديانات الوثنية للتكفير عن خطايا البشر.

أما هذه الأسس فأهمها "أن كل ابن أنثى يرث خطية آدم، وأن لا شيء ينجيه من العذاب الأبدي إلا موت ابن الله ليكفر بموته عن خطيئته". "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه. فإن الناموس يقيم أناساًَ بهم ضعف رؤساء كنهة. وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابناً مكملاً إلى الأبد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015