إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى. فقال لهم بيلاطس: عندكم حراس، اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس، وختموا الحجر".
هذه تالفقرة يتبين منها النية المبينة لرسول الله، حوله تلاميذ لا حول لهم ولا قوة. حوله تلاميذ تركوه عند المحنة، فهذا يهوذا يسلمه، وذاك بطرس ينكره، وبقية التلاميذ قد تخلوا عنه ساعة المحاكمة إن كان حقاً هو الذي حوكم. والحقيقة أنه لم يحاكم، ولم يصلب، ولم يرقد في قبر، ولم يقم من بين الأموات، إنما كانت الواقعة تدور في فلك يهوذا الذي أراد الله له تنكيلاً، جزاء خيانته ورفع نبيه إليه، وفي هذا قال برنابا الحواري:
"فلما كان الناس قد دعوني الله، وابن الله، على أني كنت بريئاً في العالم أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب، لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله".
ثك نجد أن هيرودس الملك يأبى أن يقتل نبي الله بقوله: "ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب، لأنه كان عندهم مثل نبي" وبيلاطس الوالي الروماني يتبرأ من هذا الذنب العظيم بقوله: "إني برئ من دم هذا البار، أبصروا أنتم".
1 - أهو الله؟ إن كان كإله خلص آخرين، أما كان الأولى به أن يخلص نفسه؟!
2 - أهو نبي ومسيح الله؟ إن الشريعة الموسوية تحرم القتل إطلاقاً، وقتل الأنبياء، فكيف يستقيم هذا الادعاء مع كونه نبياً؟!
3 - أهو إنسان مجرد من تأييد الروح القدس له؟ وهنا يجوز أن يقتل لو كانت هنا أسباب قانونية تدفع إلى القتل اقتصاصاً، والمسيح عيسى ابن مريم كان رسول الله ونبيه الممسوح بالروح القدس، الذي قال: "إن الله يقدر أن يرسل إليه جيشاً