والقصة كما وردت في إنجيل لوقا: "وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه تلاميذه أيضاً. ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكيلا تدخلوا في تجربة، وانفصل عنهم نحو رمية حجر، وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً: يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن، لا إرادتي. بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه. وإذا كلن في جهاد كلن يصلي باشد لجاجة، وصار عرقة كقطرات دم نازلة على الأرض، ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نياما من الحزن، فقال لهم: لمذا أنتم نيام؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة".
هذه هي القصة ومنها تستخلص كينونة المسيح عيسى بن مريم كإنسان بشر، يصلي في جهاد، فينزل ملاك من السماء ليقويه ويشد من أزره ثم يعود إلى تلاميذه، فيجدهم ساعة هذه التجربة العظمى نياماً.
ومن هنا حدث لبس في شخصية المصلوب.
1 - كان مع تلاميذ طاهرا يصلي، وأولئك كانوا في سبات عميق نائمين.
2 - ويتقدم يهوذا الاسخريوطي الجمع الذي يريد القبض عليه وينطق المسيح بمثله المشهور: "أبقبله تسلم ابن الإنسان؟ " تقدم الجمع الذين جاءوا بمشاعل ومصابيح وسلاح، ومن هذا يتبين أن الوقت كان ليلا دامساً: "جاءوا بمشاعل ومصابيح".
3 - وإذا كان الله قد وهبه ملكاً ليقويه في أثناء الصلاة أفما كان الأولى به أن يحقق قول المسيح: "لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكيلا اسلم إلى اليهود، لكن الآن ليست مملكتي من هذا العالم".
بل أكثر من هذا يتبين - بقراءة النص الآتي من إنجيل متى - تلك الخدعة الكبرى لموضوع القيامة على أثر الخدعة الصغرى بالصليب، وهذا هو النص: "وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد، قد تذكرنا أن ذلك المضل قال - وهو حي - إني بعد ثلاثة ايام أقوم. فمر بضبط القبر