من الملائكة لحمايته والله لن يتخلى عنه". وفي حادثتى التجلي وجثيسماني انفرد بتلاميذه على الجبل وتراءى له في الأول أنبياء الله "إيليا وموسى" وفي الثانية ملائكة الله، ولعله في حادث القبض عليه قد ظلله الله بسحابة، ورفعه إليه، ولم يبق إلا يهوذا الذي شاءت العناية الإلهية أن يكون بديلاً للمسيح للموت اللعين. والقرآن وحده يحسم الأمر من الصلب.
قال تعالى:
{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
أيها القارئ المسلم، يجب عليك أن تشكر الله بالغداة والعشي على ما وصلت إليه من هداية وتوفيق. وأنت أيها القارئ المسيحي لعلك اقتنعت بأنك تعيش في طلاسم، تشرك بربك، وتقيم من الإنسان نداً لله، وتجعل من هذا الإنسان كبشاًَ لترضية الله. خبرنيبربك، أي إله هذا الذي تعتقد أن له الملك والسلطان ترضيه هذه الذبائح؟ أيرضيه ذبح إنسان برئ؟ إنها المسيحية التي تطورت، وأخذت من الوثنية الإغريقية، والوثنية الفرعونية والوثنية الفارسية، والوثنية الهندية، إنها خليط من عقائج وثنية لحضارات أمم قد اندثرت.
وفي هذا الظلام الدامس - أيها المسيحي - يتألق القرآن الكريم، ليكشف لك عن الله - عز وجل -. فهذا هو الله الذي يخبرنا عنه الرسول في كلمة الله، في القرآن الكريم:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
فإذا كان النصارى يعتبرون موت المسيح عيسى بن مريم لغفران الخطايا فهذا اعتبار فيه مساس بقدرة الله، وبذاته جل شأنه، وفي هذا شرك بالله وضلال مبين.
ويؤكد القرآن الكريم أن الله لا يعوزه للوسيلة لتحقيق غفران الخطايا: