وليت الأمر اقتصر على هذا، بل إن كتاباته أصبحت مبادئ يؤمن بها فأي تناقض بين نداء المسيح بالسلام كما أوردت في القصة آنفة الذكر ونداء بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: "أطرد الجارية وابنها، لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة. إذن أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة".
ولا ريب في أن ما تعانية أمريكا اليوم من التفرقة العنصرية - وهي الدولة المسيحية اللاتينية - إنما هو وليد الإيمان بمثل هذه المبادئ التي تناقض إرادة الله القائل:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
وقول المسيح: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم".
وقد كتبت جريدة الأخبار بتاريخ 22/1/1962 في صحيفة 6 عمود 6 حادثاً يندى له جبين مدينة عصر الصواريخ، هذا الحادث يتلخص في طرد وكيل الخارجية الأمريكية من مطعم المطار لأنه زنجي.
أهذه هي المسيحية التي نادى بها المسيح؟ إن المسيح وصى بمحبة القريب مثل محبة الله، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسو على أحمر - إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، صدق رسول الله.