أَبَتِ السّاعاتُ إلاّ سُرْعَةً ... في بِلى جَسْمي بِلَيْلٍ وَنَهارْ
إنَّما الدُّنْيا غُرورٌ كُلُّها ... مِثْلُ لَمْعِ الآلِ الأَرْضِ الْقِفارْ
يا عِبادَ اللهِ كُلٌّ زائِلٌ ... نَحْنُ نُصْبٌ لِلْمَقاديرِ الْجَوارْ
وقال أيضًا:
إنَّ دارًا نَحْنُ فيها لَدارُ ... لَيْسَ فيها لِمُقيمٍ قَرارُ
كمْ وَكمْ قَدْ حَلَّها مِنْ أُناسِ ... ذَهَبَ اللَّيْلُ بِهِمْ وَالنَّهارُ
فَهُمُ الرَّكْبُ أصابوا مُناخًا ... فاسْتَراحوا ساعَةً ثُمَّ ساروا
وَهُمُ الأَحْبابُ كانوا ولكِنْ ... قَدُمَ الْعَهْدُ وَشَطَّ الْمَزارُ ...
عَمِيَتْ أَخْبارُهُمْ مُذْ تَوَلَّوْا ... لَيْتَ شِعْري كَيْفَ هُمْ حَيْثُ صاروا
أَبَتِ الأَجْداثُ ألا يُزُورُوا ... ما ثَوَوْا فيها وأَنْ لا يُزاروا
ولَكَمْ قَدْ عَطَّلوا مِنْ عِراصٍ ... وَدِيارٍ هِيَ مِنْهُمْ قِفارُ
وَكَذا الدُّنْيا عَلى ما رَأَيْنا ... يَذْهَبُ النّاسُ وتَخْلو الدِّيارُ
كَيْفَ ما فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ حَيٌّ ... وهْوَ يُدْنيهِ إلَيْهِ الْفرِارُ
إنَّما الدُّنْيا بَلاغٌ لِقَوْمٍ ... هُوَ في أَيْديهِمُ مُسْتَعارُ
فَاعْلَمَنْ واسْتَيْقِنَنْ أنَّهُ لا ... بُدَّ يَوْمًا أَنْ يُرَدَّ الْمُعارُ
وقال أيضًا:
لِلنّاسِ في السَّبْقِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِضْمارُ ... والْمُنْتَهى جَنَّةٌ لا بُدَّ أوْ نارُ
الْمَوْتُ حَقٌّ ولكِنْ لمْ أزَلْ مَرْحًا ... كَأنَّ مَعْرِفَتي بِالْمَوْتِ إنْكارُ
إنّي لأَعْمُرُ دارًا ما لِساكِنِها ... أهْلٌ وَلا وَلَدٌ يَبْقى وَلا جارُ
فبِئْسَتِ الدّارُ لِلْعاصي لِخالِقِه ... وَهْيَ لِمَنْ يَتَّقيهِ نِعْمَتِ الدّارُ