فإلى مَتى كَلَفي بِما لَوْ كُنْتُ تَحْـ ... ـتَ الأَرْضِ ثُمَّ رُزِقْتُهُ لأتأني
أَبْغي الْكَثيرَ إِلى الْكَثيرِ مُضاعَفًا ... ولَوِ اقْتَصَرْتُ عَلى الْقَليلِ كَفاني
للهِ دَرُّ الْوارِثينَ كَأنَّني ... بِأخَصِّهِمْ مُتَبَرِّمًا بِمَكاني
قَلِقًا يُجَهِّزُني إلى دارِ الْبِلى ... مُتَحَرِّيًا لِكَرامَتي بِهَواني
مُتَبَرِّئًا مِني إذا نُضِدَ الثَّرى ... فَوْقي طوى كَشْحًا عَلى هِجْراني
وقال أيضًا:
يا وَاعِظَ النَّاسِ قَدْ أَصْبَحْتَ مُتَّهَمًا ... إذْ عِبْتَ مِنْهُمْ أُمُورًا أنْتَ تأتِيها
كالْمُلْبِسِ الثَوْبَ مِنْ عُرْي وَعَورْتُهُ ... لِلنَّاسِ بادِيَةُ ما إنْ يُوارِيها
وأَعْظَمُ الإِثْم بَعْدَ الشِّرْكِ نَعْلَمُهُ ... في كُلِّ نَفْسٍ عَماها عَنْ مَساويها
وشُغْلُها بِعُيوبِ النَّاسِ تُبْصِرُها ... مِنْهُمْ وَلا تُبْصِرُ الْعَيْبَ الَّذي فيها
وقال:
تَزَوَّدْ مِن الدُنَيا مُسِرًّا وَمُعْلِنا ... فَما هُوَ إلاَّ أنْ تُنادى فَتَظْعَنا
يُريدُ امْرُؤٌ أَلاَّ تُلَوَّنَ حالُهُ ... وتأْبى بِهِ الأَيّامُ إِلاَّ تَلَوُّنا
عَجِبْتُ لِذي الدُّنْيا وقَدْ حَطَّ رَحْلَهُ ... بِمُسْتَنِّ سَيْلٍ فابْتَنى وَتَحَصَّنا
تَزَيَّنْ لِيَوْمٍ الْعَرْضِ ما دُمْتَ مُطْلَقًا ... وما دَامَ دُونَ الْمُنْتَهى لَكَ مُمْكِنا
ولا تُمْكِنَنَّ النَّفْسَ مِنْ شَهَواتِها ... ولا تَرْكَبَنَّ الشَّكَّ حَتّى تَيَقَّنَا
وما النَّاسُ إلاّ مِنْ مُسيءٍ ومُحْسِنٍ ... وكمْ مِنْ مُسيءٍ قَدْ تَلافَى فَأحْسَنا
إِذا ما أرَادَ الْمَرْءُ إِكْرامَ نَفْسِهِ ... رَعاها وَوَقَّاهَا الْقَبيحَ وزَيَّنا
ألَيْسَ إذا هانَتْ عَلى الْمَرْءِ نَفْسُهُ ... وَلمْ يَرْعَها كانَتْ عَلى النَّاسِ أهْوَنا
وقال أيضًا:
أُفِّ لِلدُّنْيا فَلَيْسَتْ لي بِدارْ ... إنَّما الرّاحَةُ في دارِ الْقَرارْ