ما أَرى خالدًا على قِلَةِ الْما ... لِ وَلاِ باقِيًا لِكَثْرَةِ مالِ
عَجَبًا لِيْ وَلاِغْترِاري بِدَارٍ ... لَسْتُ أَبْقى لَها ولا تَبْقى لِيْ
ما تَصافَى قَوْمٌ عَلىغَيْرِ ذاتِ اللهِ ... إِلاَّ تَفَرَّقُوا عَنْ تَقَالِ
ومَتى شِئْتَ أنْ تُطَعَّمَ بِالذُّ ... لَّ فَرُمْ ما حَوَتْهُ أَيْدِي الرِّجالِ
وقال أيضًا:
غَفَلْتُ ولَيْسَ الْمَوْتُ عَنّي بِغافِلِ ... وإِنّي أَراهُ لِي لأَوَّلَ نازِلِ
نَظَرْتُ إلى الدُّنْيا بِعَيْنٍ مَريضَةٍ ... وَفِكْرَةِ مَغْرورٍ وتَدْبيرِ جاهِلِ
فَقُلْتُ هِيَ الدِّارُ التَّي لَيْسَ غَيْرُها ... وَنافَسْتُ مِنْها في غُرُورٍ وباطِلِ
وَضَيَّعْتُ أَهْوالاً أمامِي طَوِيلَةً ... بِلَذَّةِ أيّامٍ قِصارٍ قَلائِلِ
وقال أيضًا:
طالَما احْلَوَّ لِي مَعاشي وَطابا ... طالَما سَحَّبْتُ خَلْفي الثِيِّابَا
طالَما طاوَعْتُ جَهْلي وَلَهْوي ... طالَما نازَعْتُ صَحْبِي الشَّرابَا
طَالَما كُنْتُ أُحِبُّ التَّصابي ... فَرَماني سَهْمُهُ وَأَصَابَا
أيُّها الْباني قُصورًا طِوالاً ... أيْنَ تَبْغي هَلْ تُريدُ السَّحَابَا
إنَّما أنْتَ بوادي الْمَنايا ... إنْ رَماكَ الْمَوْتُ فيهِ أَصَابَا
أيُّها الْباني لِهَدْمِ اللَّيالِي ... ابْنِ ما شِئْتَ سَتَلْقى خَرابَا
أأمِنْتَ الْمَوْتَ وَالْمَوْتُ يَأبى ... بِكَ وَالأَيامُ إلاّ انْقِلابا
هَلْ تَرى الدُّنْيا بَعْيَني بَصِيرٍ ... إنَّما الدُّنْيا تُحَاكِي السَّرَابَا
إنَّما الدُّنْيا كَفَيْءٍ تَوَلَّى ... أوْ كَما عايَنْتَ فيهِ الضَّبَابَا
نارُ هذا الْمَوَتِ في النَّاسِ طُرَّا ... كُلَّ يَوْمٍ قَدْ تَزيدُ الْتِهابا ...
إنَّما الدُّنْيا بَلاءٌ وَكَدٌّ ... وَاكْتِئابٌ قَدْ يَسوق اكْتِئابا
ما اسْتَطابَ الْعَيْشَ فيها حَليمٌ ... لا وَلا دامَ لَهُ ما استَطابا