وَلِلنْاسِ خَوضٌ في الْكَلامِ وَأَلْسُنٌ ... وَأقْرَبَها مِنْ كُلِّ خَيْرٍ صَدُوقُها
وَما صَحَّ إِلاَّ شاهِدٌ صَحَّ غَيْبُهُ ... وَما تُنْبِتُ الأغْصانَ إلاَّ عُروقُها
أَراني بِأعْباثِ الْمَلاعِب لاهِيًا ... وَباللَّهْوِ لَوْلا جَهْلُ نَفْسي وَمُوقُها
أُرَقِّعُ مِنْ دُنْيايَ دُنْيا دَنِيَّةً ... وَدارًا كَثيرًا وَهْيُها وَخُروقُها
فَإِنْ كانَ لي سَمْعٌ فَقَدْ أَسْمَعُ النِّدا ... يُنادي غُروبُ الشَّمسِ لي وَشُروقُها
وقال:
أَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ حالِ ... إنَّما الدُّنْيا كَفَيْءِ الطِّلالِ
إنَّما الدُّنيا مُناخٌ لِرَكْبٍ ... يُسْرِعُ الْحَثَّ بِشَدِّ الرِّحالِ
رُبَّ مُغَترٍّ بِها قَدْ رَأَيْنا ... نَعْشَهُ فَوْقَ رِقابِ الرِّجالِ
مَنْ رَأى الدُّنيا بِعَيَنْي بَصيرٍ ... لَمْ تَكَدْ تَخْطُرُ مِنْهُ بِبالِ
إنَّما الْمِسكينُ حَقًّا يَقينًا ... مَنْ غَدا يأمَنُ صَرْفَ اللَّيالي
لَيْسَ مالٌ لَمْ يُقَدِّمْهُ ذُخرا ... رَبُّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِمالِ
ما أرى لي ظالِمًا غَيرَ نَفْسي ... وَيْحَ نَفْسي ما لِنَفْسي وَمَا لِي
يا مُضَيِّعَ الْجِدِّ بِالْهَزْلِ مِنْهُ ... مَنْ يُبالي مِنكَ مَا لا تُبالي ...
وقال في مُرَابطة عَبَّادَان:
سَقَى اللهُ عَبَّادانَ غَيْثًا مُجَلِّلاَ ... فإِنَّ لهَا فَضْلاَ جََدِيدًا وأوَّلا
وَثَبَّتَ مَنْ فيها مُقيمًا مُرابٍطًا ... فَما إنْ أرى عَنْها لَهُ مُتَحَوَّلا
إذا جِئْتَها لَمْ تلْقَ إلاَّ مُكَبِّرًا ... تَخلَّى عَنِ الدُّنْيا وإلاَّ مُهَللاِّ
فأكْرِمْ بِمَنْ فيها عَلى اللهِ نازِلا ... وأكْرِمْ بِعَبّادانَ دارًا ومَنْزلا
وقال أيضًا:
قُلْ لأَهْلِ الإِكْثارِ وَالإِقْلالِ ... كُلُّكُمْ مَيِّتٌ عَلى كُلِّ حَالِ