وَلِلدُّنْيا عِداتٌ بِالتَّمَنّي ... وَكُلُّ عِداتِها كَذِبٌ وَإفْكُ
وَما مُلْكٌ لِذي مُلْكٍ بِباقٍ ... وَهَلْ يَبْقى عَلى الْحَدَثانِ مُلْكُ
أَلاَ إنَّ الْعبادَ غَدًا رَميمٌ ... وَإنَّ الأَرْضَ بَعْدَهُمُ تُدَكُّ
وقال أيضًا:
أَلَمْ تري يا دُنْيا تَصَرُّفَ حالِكِ ... وَغَدْرَكِ يا دُنْيا بِنا وانْتِقالكِ
فَلَسْتِ بِدارٍ يَسْتَتِمُ بِك الرِّضَا ... وَلَوْ كُنْتِ في كَفِّ امْرِئٍ بِكَمالِكِ
حَرامُكِ يا دُنْيا يَعودُ إلى الضَّنا ... وذو اللُّبِّ فينا مُشْفِقٌ مِنْ حَلالِكِ
أَلِيْفُكِ يا دُنْيَا كَثيرٌ غُمومُهُ ... فَلَيْسَ النَّجاةُ مِنْكِ غَيرَ اعتزالِكِ
أَيا نَفْسُ لا تَسْتَوِطِني دارَ قُلْعَةٍ ... ولكنْ خُذي في الزّادِ قَبلَ ارِتِحالِكِ
أَيا نَفْسُ لا تَنْسَيْ كِتابَكِ واذْكُري ... لَكِ الْوَيلُ إِنْ أُعطيتِهِ بِشمِالِكِ
أَيا نَفْسُ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْم تَفَرُّغ ... فَدونَكِهِ مِنْ قَبْلِ يَوْمِ اشْتِغَالِكِ
ومَسؤولَةٌ يا نَفْسُ أنْتِ فَيَسري ... جَوابًا لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَبْلَ سُؤالِكِ
ومِسْكِيْنَةٌ يا نَفْسُ أنْتِ فَقيرَةٌ ... إِلى خَيْرِ ما قَدَّمْتِهِ مِنْ فِعالِكِ
هُوَ الْمَوْتُ فاحْتاطِي لَهُ وأبْشِري إذا ... نَجَوْتِ كَفافًا لا عَلَيْكِ ولا لِكِ ...
وقال أيضًا:
أُحِبُّ مِنَ الإِخوْانِ كُلّ مُؤاتِ ... وَفِيٍّ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ عَثَراتي
يُوافِقُني في كُلِّ خَيْرٍ أُريدُهُ ... وَيَحْفَظُني حَيًّا وبَعْدَ وَفاتي
ومَنْ لي بِهذا لَيْتَ أنّي أَصَبْتُهُ ... فَقاسَمْتُهُ ما لي مِنَ الْحَسَناتِ
تَصَفَّحْتُ إخواني فَكانَ أَقَلُّهُمْ ... عَلى كَثْرَةِ الإِخْوانِ أهْلَ ثِقاتِ
وقال أيضًا:
أَشْرِبْ فُؤادَكَ بِغْضَةَ اللَّذاتِ ... واذْكُرْ حُلولَ مَنازِلِ الأَمْواتِ